علوم وتكنولوجيا

علماء يكشفون عن أول حالة انتقال لفايروس إنفلونزا الطيور من قط إلى إنسان

في حالة ملحوظة ونادرة للغاية، أصيب أحد الأطباء البيطريين في الآونة الأخيرة بشكل من أشكال إنفلونزا الطيور بعد اتصاله الوثيق مع القطط في مأوى للحيوانات في مانهاتن. وبالفعل، فإن هذا يعني بأن المرض انتقل بشكل فعّال بين الأنواع. وهذه هي الحالة الأولى المعروفة لإصابة الإنسان بسلالة الفيروس A من إنفلونزا H7N2 من قط مصاب، وذلك وفقاً لوزارة الصحة والصحة العقلية في نيويورك.

ومن الواضح بأن ذلك قد أثار قلق الناس، وخاصة أصحاب القطط. ويقول الدكتور جاي فارما – وهو نائب مفوّض وزارة الصحة لمكافحة الأمراض في مدينة نيويورك: “في كل مرة ينتقل فيها الفيروس إلى حيوان جديد – كانتقاله من الطيور إلى القطط – فإننا نصاب بالقلق حول صحة القطط، والبشر الذين يهتمّون بهذه القطط”.

ولكن النقطة الأساسية هي أن خطر الإصابة بعدوى هذا الشكل من إنفلونزا الطيور منخفض جداً. وفي نهاية المطاف، فإن هذه الحقيقة تعزّز من أهمية الاطلاع قبل الاستجابة. ويُذكر بأنه منذ الانتخابات الأميركية، كان هناك أحاديث متعلقة بـ”أخبار زائفة” تنتشر عبر شبكة الانترنت، وألقى العديد اللوم (عن حق ربما) على أولئك الذين يفشلون في إجراء الأبحاث المناسبة. وبالفعل، فإن إلقاء نظرة سريعة على قسم التعليقات للمقالات التي تتناول هذا الموضوع يكشف عن مجموعة من الأفراد الذين يبدو بأنهم يشعرون بالقلق المفرط حول “الوباء الجديد”.

ويعكس هذا الأمر صدى إشاعة الخوف التي حدثت عندما كان هناك حالة من الإيبولا في الولايات المتحدة. فقد أبلغنا في ذلك الوقت عما كان يجب على الخبراء قوله، بأنه لا يوجد أي خطر من تفشي الوباء في الولايات المتحدة. وللأسف، فإن معظم الأشخاص لم يستمعوا لذلك. بل وحتى السياسيين لم يستمعوا أيضاً. وبدلاً من ذلك، وانطلاقاً من الخوف والهستيريا الافتراضية للإيبولا، فقد قام حاكم ولاية نيو جيرسي كريس كريستي بالحجر الصحي للأفراد بدون سبب وبما يعارض رأي الخبراء. ووصف رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المُعدية قرار كريستي بأنه “شديدة القسوة”، بينما أكد آخرون بأنه من الواضح أن ذلك كان خطوة سياسية تهدف لحشد الدعم من خلال إثارة خوف الأفراد.

ولحسن الحظ، فإن الخبراء يؤكدون مجدداً بأنه لا يوجد سبب حقيقي للخوف، على الرغم من أنهم (كما هو الحال دائماً) يحثّون على الحذر واليقظة.

وتقول مفوّضة الصحة الدكتورة ماري تي. باسيت: “تؤكد تحقيقاتنا بأن خطر H7N2 على صحة الإنسان منخفض، ولكننا نحث سكان نيويورك الذين يمتلكون قططاً مأخوذة من المأوى أو مجموعة الإنقاذ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أن ينتبهوا للأعراض عند حيواناتهم الأليفة، حيث إننا نقوم بالاتصال مع الأشخاص الذين يحتمل تعرضهم لذلك، وتقديم الاختبارات حسب الحاجة”.

اجتياز حاجز الأنواع

وأكدت وزارة الصحة في مدينة نيويورك بأن نحو 45 قطة في مأوى مانهاتن قد أصيبت بالفيروس. كما أن لديها فكرة عن القطة التي كانت تمثّل “الحالة الابتدائية” – إذا جاز التعبير – ولكن طريقة اكتسابها لإنفلونزا الطيور ما زالت غير واضحة إلى حد كبير.

وقال فارما: “لدينا اشتباه بالقط الأولي الذي نرجّح قيامه بنقل ذلك الفايروس”. حيث إن إنفلونزا الطيور التي تحولت إلى إنفلونزا القطط قد أصابت أولاً إحدى القطط كبيرة السن والضعيفة بالفعل، أي حوالي 12 سنة من سنوات الإنسان. ولا تزال طريقة الإصابة بالفيروس غير واضحة. حيث إن إحدى الاحتمالات يتمثّل في أنها التهمت أحد الطيور المصابة، أو من الممكن أنها قد حصلت عليه من القطط الضالة الأخرى.

وأضاف فارما: “لسوء الحظ، فإنها قد أصيبت في البداية بمرض خفيف تطوّر إلى الالتهاب الرئوي، وفي نهاية المطاف تعرضت للموت الرحيم لأن المرض كان شديداً جداً. وكان هذا الأمر الإنساني الذي يجب القيام به”. ومع ذلك، فإن القطط الأخرى المصابة، لم تتأثر بهذا القدر من السوء.

وما زال العلماء يحاولون فهم التفاصيل المرتبطة بكيفية حدوث هذا الانتقال، ولكن الشيء المهم الذي يجب أن نتذكره الآن هو أننا يجب أن ندع المنطق والعلم السليم هو الذي يوجه استجابتنا بشكل دائم. كما يتعين علينا أن نكون متشككين، وأن نتساءل، وأن نطالب بالأدلة، ولكن يجب علينا ألا نسمح للخوف بأن يسيطر على العقل وأن يكون هو الذي يوجهنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى