بكتريا خطيرة مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية تتسبب بوفاة امرأة

وقد أثارت الحالة المخاوف حول انتشار هذه الأشكال العدوى، التي تزايدت حالاتها في العقود الماضية، بعد أن تمكنت الجراثيم من تطوير مقاومة تجاه المضادات الحيوية التي تُستخدم على نطاق واسع.

يقول المعد المساعد للتقرير الدكتور راندال تولد، مدير قسم الوبائيات والصحة العامة بالمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: “لقد أشار التقرير بأننا لا نمتلك أي دواء لعلاج هذا العدوى البكتيرية التي أصيبت بها تلك المرأة”.

وبحسب التقرير، فإن المُتوفاة كانت قد كسرت رجلها في أثناء زيارتها لدولة الهند، وخضعت للعلاج في المستشفى عدة مرات لمدة سنتين، وأن آخر مرة دخلت المستشفى فيها كانت في شهر يونيو من العام الفائت.

وبعدها عادت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وجرى قبولها في أحد المشافي الأمريكية في الثامن عشر من شهر أغسطس الماضي، حيث شُخصت حالتها على أنها ردة فعل التهابية شديدة تجاه عدوى في الورك الأيمن.

وفي التاسع عشر من الشهر نفسه تمكن الأطباء من عزل بكتريا قوية مقاومة للمضادات الحيوية لديها، تُعرف باسم الإمعائيات المقاومة للكاربابينيم carbapenem-resistant Enterobacteriaceae (CRE).

كما كشفت فحوص المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لاحقاً بأن البكتريا كانت من نوع New Delhi metallo-beta-lactamase (NDM) وهي شكل مقاوم جداً للمضادات الحيوية من بكتريا CRE التي تنتشر على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية.

وحالما تم التعرف إلى نوع البكتريا، جرى عزل المريضة في غرفة مفردة تحت رقابة طبية صارمة. ومن ثم أصيبت الامرأة بصدمة إنتانية septic shock توفيت على أثرها في بداية شهر سبتمبر الماضي.

ويعتقد الأطباء بأن غياب الشروط الصارمة لمكافحة العدوى في بعض المشافي خارج الولايات المتحدة الأمريكية يساعد على انتشار الإصابة بمثل هذه الأشكال من البكتريا.

ويؤكد الخبراء على أن مثل تلك الأشكال من البكتريا “القوية” تنجم عن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، مما يؤدي إلى تطور سلالات بكتيرية جديدة مقاومة للمضادات الحيوية التقليدية، مما يوجب اتخاذ إجراءات احتياطية في جميع أنحاء العالم تمنع الصيادلة من بيع المضادات الحيوية دون وصفة طبية، والتأكد من تناول المريض لجرعة العلاج كاملة.