توصلت دراسة حديثة إلى أن بعض أشكال الفيروسات الشائعة تُشكل تهديداً خطيراً في دور الرعاية الصحية، وأنها كثيراً ما تُفسد جهود مكافحة العدوى في مثل هذه الأماكن.
يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور شيفر سبايريس، الأستاذ المساعد في قسم الأمراض المعدية بكلية الطب بجامعة فاندربيلت الأمريكية: “تواجه دور الرعاية الصحية الخاصة بالمسنين وأصحاب الإعاقات والأمراض المزمنة تحديات خاصة، إذ لا يمكن اعتماد نفس المعايير الخاصة بالمشافي التي تعنى بعلاج الحالات المرضية الحادة فيها”.
وكانت الدراسة قد تحرّت حالة تفشي وبائي لنوعين من الفيروسات، أحدهما هو الفيروس المخلوي التنفسي respiratory syncytial virus (RSV) والثاني هو الفيروس شبه الرئوي البشري and human metapneumovirus (HMPV)، وذلك ضمن جناح مرضى الخرف في إحدى دور الرعاية الصحية بولاية تينيسي الأمريكية. وقد أدت الجائحة لإصابة حوالي 75 في المائة من نزلاء القسم، ووفاة خمسة منهم.
يقول سبايرس: “ينبغي علينا الحذر من فيروسي RSV و HMPV تماماً مثل فيروس الأنفلونزا، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمسنين”.
ويُسبب فيروس RSV عدوى في الرئتين والمجاري التنفسية، في حين يُسبب فيروس HMPV الإصابة بالزكام.
وبحسب الدراسة، فإن 30 نزيلاً من أصل 42 أصيبوا بأحد الفيروسين على الأقل، وتطلبت حالة 15 منهم تنويمهم في المستشفى.
وقد دفعت هذه الجائحة إدارة دار الرعاية الصحية إلى تبني بروتوكولات جديدة لحماية المرضى المُعرضين للإصابة، واشتملت البروتوكولات الجديدة على التحري الفعال عن الفيروسات، والعزل الصارم للنزلاء المصابين بالعدوى في موسم الزكام والأنفلونزا عن النزلاء غير المصابين، وتحسين قواعد نظافة الأيدي، واستخدام وسائل الوقاية الشخصية من قبل فريق الرعاية، وتسريع عملية الفحص المخبري للفيروسات التنفسية.
إلا أن العديد من مزودي الرعاية الصحية في دار الرعاية أصيبوا بالعدوى، مما أعاق عملية عزل النزلاء المرضى عن سواهم.
ومن جهة أخرى، فإن الإصابة بالخرف أعاقت الكثير من النزلاء عن الإبلاغ عن أعراضهم، مما أخر من تشخيص حالاتهم المرضية.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة مكافحة العدوى ووبائيات المشافي Infection Control & Hospital Epidemiology.
يقول سبايريس: “يُعد التشخيص المبكر للمرض المعدي وعزل الأشخاص المصابين به أمراً حيوياً لمنع انتشار جوائح المرض. ولكن إصابة عدد من المرضى بالحالة قد يعني فقدان القدرة على السيطرة على المرض وانتشاره”.
ويختم سبايريس بالقول: “من الضروري تطوير لقاحات ومضادات فيروسية جديدة للوقاية من هذه الأشكال من العدوى وعلاجها”.