علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: 30 في المائة من حالات تشخيص الربو تكون خاطئة

توصلت دراسة حديثة إلى أن العديد من البالغين الذين جرى تشخيص إصابتهم بالربو قد لا يكونون مصابين به حقاً.

ففي دراسة اشتملت على أكثر من 600 بالغ جرى تشخيص إصابتهم بالربو مسبقاً، وجد الباحثون بأن ثلثهم تقريباً لا يعانون من المرض بناءً على نتائج الاختبارات والفحوص الطبية.

وبحسب الباحثين، فإن 80 في المائة من هؤلاء الأشخاص كانوا يتناولون أدوية للربو، وأن 35 في المائة منهم كانوا يتناولونها بشكل يومي.

وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، يقول الدكتور شون آرون، اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي بمستشفى أوتاوا: “أعتقد بأن هذه النتائج مُقلقة للغاية، وخاصةً عندما نعلم بأن أدوية الربو تمتلك تأثيرات جانبية سلبية فضلاً عن تكلفتها المرتفعة”.

ويُضيف: “هناك حالات من الربو تبدأ واضحة وجلية، ثم تتعافى من تلقاء ذاتها مع مرور الوقت. ولكن يمكن في معظم الحالات التأكد ما إذا كانت الحالة قد جرى تشخيصها بصورة خاطئة منذ البداية أم أنها تماثلت للشفاء لاحقاً”.

وبحسب الباحثين، فهناك العديد من المرضى الذين أُخبروا بأنهم يعانون من الربو دون إجراء فحوص شاملة، وإنما بناءً على الأعراض وتقييم الطبيب.

يقول آرون: “إن هذه مشكلة حقيقية، فكيف يمكن لطبيب تشخيص مرض مزمن دون إجراء فحوص موضوعية ودقيقة!”.

يقول الدكتور بريان كريستمان، الناطق الرسمي باسم الرابطة الأمريكية لطب الرئتين: “لقد أظهرت هذه الدراسة وجود مبالغة في تشخيص حالات الربو، وأكدت على ضرورة فحص وظائف الرئة بصورة دقيقة قبل إعلان التشخيص النهائي للحالة وإلزام المريض بتناول دواء طيلة حياته”.

اشترك في الدراسة حوالي 700 مواطن كندي كان قد جرى تشخيص إصابتهم بالربو في غضون السنوات الخمس الفائتة. وقام الباحثون بدراسة السجلات الطبية الخاصة بهم، ثم إخضاعهم لسلسلة من الفحوص والاختبارات التنفسية.

وفي النهاية، تمكن الباحثون من نفي الإصابة بالربو عن ثلث المرضى.

إذاً أين تكمن المشكلة؟ يقول الباحثون بأن حوالي 29 في المائة من المشاركين لم يكونوا يعانون من أية حالة سريرية، في حين أن ثلث الحالات كانت تُعزى إلى التحسس أو حرقة المعدة. وأن عدداً قليلاً من المشاركين كان يشكو من حالات طبية خطيرة جرى تشخيصها بشكل خاطئ على أنها ربو، وأن ما نسبته 2 في المائة من المشاركين كانوا يعانون من حالات مرضية أخرى بالإضافة إلى الربو.

كما أظهرت النتائج أن حوالي 90 في المائة من المشاركين الذين جرى نفي إصابتهم بالربو كان بإمكانهم التوقف عن تناول الأدوية لمدة عام دون أية مشاكل.

ويقول كريستمان: “إن وجود أعراض مثل السعال أو الوزيز لا تعد كافية للتوصل إلى تشخيص نهائي للربو، فيمكن لهذه الأعراض أن تشترك مع حالات مرضية أخرى مثل الفشل القلبي أو الداء الرئوي الخلالي interstitial lung disease”.

والنصيحة التي يقدمها الخبراء للمرضى: إذا أخبرك الطبيب بأنك مصاب بالربو فاطلب إجراء اختبار قياس التنفس spirometry للتأكد من ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى