توصلت دراسة حديثة إلى أن اكتئاب ما بعد الولادة قد يُصيب الآباء أيضاً، وليس حكراً على الأمهات فقط.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة يابراك هاريسون، أستاذة الطب النفسي بمركز ساوث ويسترن الطبي التابع لجامعة تكساس الأمريكية: “يرغب الكثير من الآباء بأن يكونوا جزءاً من تجربة العناية بالطفل الجديد، إلا أنهم غالباً ما يجدون أنفسهم خارج هذه المعادلة”.
وتُضيف: “كثيراً ما تمارس الأم نوعاً من الوصاية على الطفل ولا تسمح للأب بتولي ولو القليل من مهام رعايته، وقد تتجاهل أيضاً حاجة الأب لتمضية المزيد من الوقت مع طفله الجديد”.
وتوصل الباحثون إلى أن ما نسبته 10 في المائة من الآباء يعانون من حالة اكتئاب ما بعد الولادة، وهي الحالة التي طالما جرى النظر إليها على أنها مقتصرة على الأمهات.
وبحسب الباحثين، فإن الآباء قد يعانون أيضاً من تقلبات في المزاج ناجمة عن التبدلات الهرمونية في أجسادهم. وإن بعض أعراض الاكتئاب تكون مشابهة لتلك التي تظهر عند الأمهات، مثل الإرهاق الشديد، وتبدل عادات الطعام والنوم. إلا أن الرجال نادراً ما يبكون بسبب ذلك، وبالتالي من الصعب مقارنة حالة اكتئاب ما بعد الولادة عند الرجال نظيرتها عند النساء.
وبحسب الباحثين، فإن الرجال الذين يعانون من اكتئاب ما بعد الولادة يحتاجون للدعم العاطفي من عائلاتهم بالتزامن مع الرعاية الطبية الاختصاصية التي قد تشتمل على العلاج السلوكي أو الدوائي.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، يقول الدكتور روبين هوراسجر بوهيرر، رئيس قسم أمراض النساء والولادة بمستشفى جامعة تكساس الأمريكية: “تتضمن بعض النصائح لعلاج لآباء المصابين بهذا النوع من الاكتئاب تشجيعهم على المشاركة في رعاية الطفل وإمضاء المزيد من الوقت معه ومع زوجته. كما ينبغي تذكيره بأن الاكتئاب هو حالة شائعة وليست ذنباً ارتكبه، وأنه لن يواجه هذه الحالة بمفرده”
وبحسب الباحثين، فإن بعض الآباء يكونون أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة من بعضهم الآخر، وخاصة الذين سبق لهم وعانوا من الاكتئاب أو لديهم تاريخ عائلي للإصابة به، بالإضافة إلى الرجال الذين يعانون من قلة النوم، والذين يشعرون بأنهم بعيدون عن أطفالهم وزوجاتهم.