توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يتبعون نظاماً غذائياً متوسطياً (وهو النظام الغني بالفواكه والخضراوات والدهون الصحية) قد يكونون أقل عرضة للإصابة باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه ADHD.
فقد وجد باحثون بأن الأطفال الأقل التزاماً بالنظام الغذائي المتوسطي كانوا أكثر عُرضةً للإصابة باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه بمعدل سبعة أضعاف.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه أقل تناولاً للفواكه والخضراوات والأسماك الدهنية، وأكثر اعتماداً على الوجبات السريعة والأطعمة غير الصحية.
ويؤكد الباحثون على أن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين اتباع النظام الغذائي المتوسطي وخطر اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه، وإنما مجرد ارتباط بينهما يحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات لتفسيره.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، يقول ريتشارد جالاجهر، الأستاذ المساعد بقسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين بمركز لانجون لأبحاث الطفل بجامعة نيويورك الأمريكية: “إن أحد احتمالات تفسير نتائج الدراسة هو أن الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه يميلون لاستهلاك أطعمة غير صحية، وليس العكس. ومع ذلك فإن الدراسة جديرة بالاهتمام وتنسجم مع نتائج دراسات سابقة في نفس المجال”.
وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن استهلاك الأطعمة الحاوية على الحموض الدسمة أوميغا 3 قد يساعد على تخفيف أعراض الإصابة باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه، ومن المعروف بأن النظام الغذائي المتوسطي غني بهذه العناصر التي توجد في الأسماك الدهنية، مثل السلمون والماكريل والتونة.
يقول جالاجهر: “بغض النظر عن تأثير النظام الغذائي المتوسطي على خطر الإصابة باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه، فإنه نظام صحي وينبغي على الأهالي تشجيع أبناءهم على الالتزام به”.
يُذكر بأن النظام الغذائي المتوسطي المثالي يتكون بشكل أساسي من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والدهون الصحية (التي توجد في أطعمة صحية مثل زيت الزيتون والمكسرات)، كما إنه يعتمد على لحوم الأسماك والدواجن أكثر من اعتماده على اللحوم الحمراء.
وتشير إحصائيات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC إلى أن ما نسبته 11 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات إلى 17 سنة تُشخص إصابتهم باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد أراد الباحثون بجامعة برشلونة الإسبانية معرفة ما إذا كان لاتباع نظام غذائي متكامل (وليس مجرد عناصر غذائية محددة) أن يُقلل من خطر الإصابة باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه.
اشتملت الدراسة على حوالي 120 طفلاً في إسبانيا تراوحت أعمارهم بين 6 إلى 16 سنة، وقد جرى تشخيص نصف عددهم باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه مؤخراً. وقام الباحثون بتقييم التزامهم بالنظام الغذائي المتوسطي.
وقد أشارت نتائج الدراسة إلى الأطفال الذين يلتزمون بشكل متوسط أو ضعيف بنظام غذائي متوسطي كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه بنسبة 7 أضعاف، وذلك بالمقارنة مع الأطفال الذين يلتزمون بالنظام الغذائي المتوسطي بصورة جيدة أو ممتازة.