توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى اكتشاف العشرات من الأشكال الجينية gene variants التي قد تمتلك تأثيراً رئيسياً في تحديد أطوال القامات عند البشر.
يقول المعد المساعد للدراسة بانوس ديلوكاس، الأستاذ بجامعة الملكة ماري البريطانية: “على الرغم من أن الأشكال الجينية المكتشفة حديثاً نادرة عموماً، إلا أن تأثيرها البالغ في أطوال قامات البشر قد ساعدنا على فهم أفضل للنمو العظمي لدى الجنس البشري”.
وبحسب الباحثين، فإن هذه الضروب الجينية ستساعد في توقع خطر الإصابة باضطرابات مُحددة في النمو.
يُذكر بأن المئات من الضروب (أو الأشكال) الجينية المعروفة من قبل لا تؤثر في الطول بأكثر من 1 ملم، أما الضروب الجينية المكتشفة حديثاً (والتي يبلغ عددها 83) فقد تؤدي إلى تفاوت في الطول بمعدل 2 سم، أي أكثر من 20 ضعف التأثير المتوسط للجينات المكتشفة سابقاً.
استقى الباحثون نتائجهم من خلال تحليل الحمض الريبي النووي DNA لأكثر من 700 ألف شخص حول العالم.
يقول المعد المساعد للدراسة أندرو وود، الأستاذ بجامعة إكستر البريطانية: “إن اكتشافنا الأخير يعني بأننا قادرون الآن على تفسير أكثر من ربع العوامل الوارثية المسؤولة عن حديد أطوال البشر”.
ويُشير الباحثون إلى أنه من المعلوم مسبقاً بأن طول الشخص يتحدد بشكل رئيسي بالعوامل الوراثية، فعندما يكون الوالدان طويلان سيزداد احتمال إنجابهما لأطفال طوال القامة. إلا أن المعلومات كانت شحيحة فيما يخص كيفية نمو الطفل ووصوله حتى مرحلة البلوغ.
يقول وود: “إن نمو الطفل من طول 50 سم إلى أن يبلغ طوله الكامل لهو أمر عجيب حقاً، ولكننا نجهل الكثير عنه من الناحية البيولوجية. ونأمل بأن تساعد نتائج هذه الدراسة على تعميق فهمنا في هذا المجال وبالتالي اتخاذ قرارات دقيقة عند التعامل مع اضطرابات النمو المختلفة”.