علوم وتكنولوجيا

العلم يقترب من وضع حدّ لمرض باركنسون

استخدم الباحثون التحفيز العميق للدماغ لعلاج مرض باركنسون بإدخال قضيب معدني إلى دماغ المرضى المشاركين. ويدرسون هذه التقنية لاستخدامها أيضاً في علاج مرضى الزهايمر. حيث تتوفر أيضاً تقنيات غير جراحية، مثل الرباط العصبي الذي تعمل عليه حالياً شركة يديرها إيلون ماسك.

خلال عطلة نهاية الأسبوع قدّم الدكتور أندريس لوزانو محاضرة رائعة في جامعة تورونتو. ووفقاً لوكالة رويترز، هو جراح الأعصاب الأكثر شهرة على وجه الأرض، فهو رائد في العديد من التقنيات المستخدمة في التحفيز العميق للدماغ (DBS)، وساعد في تحويل مستشفى تورونتو ويسترن إلى مركز عالمي لجراحة الأعصاب. ولهذا فهو محلّ تقدير العالم كصانع للمعجزات من خلال إعادة الحركة للأشخاص الذين يعانون من العديد من الإعاقات الإدراكية بواسطة تقنياته الجراحية.

ويجرى التحفيز العميق للدماغ بإدخال قضيب معدني إلى دماغ المريض، وتوصل أقطاب كهربائية في طرف القضيب إلى بطارية مزروعة في تجويف الصدر. ثم يشغّل الجهاز، ويمرَّر تيار كهربائي يحفّز الخلايا العصبية في الجزء المصاب من الدماغ.

 والأمر المذهل أننا عندما نشهد تطبيق هذه التقنية، التي تستخدم عموماً لمعالجة مرضى باركنسون في الحالات التي لا تكون فيها الأدوية التقليدية فعالة، نرى كيف يتحول المرضى ببساطة من الارتعاش وعدم القدرة على التحكم والحركة، إلى الثبات والاسترخاء والتحكم شبه الكامل بالجسم.

إلا أن ذلك مجرد البداية لإمكانيات هذه التقنية. لأنها أبدت نتائج أولية واعدة عند مرضى الزهايمر، ويتم استخدامها لعلاج كل شيء، بدءاً من الاكتئاب والصرع وصولاً إلى مرض السكري واضطراب الهوس الاكتئابي، واكتشف الدكتور لوزانو بالصدفة أنها تستعيد أيضاً الذكريات المفقودة، وذلك أثناء محاولته علاج أحد المصابين بالسُمنة المرضيّة.

لكن لا يتحمس كثير من الأشخاص لفكرة زرع قضيب معدني في رؤوسهم، بغض النظر عن الفائدة التي قد تنجم عن ذلك. لذا تطور العديد من التقنيات غير الجراحية، التي قد تلغي الحاجة إلى إجراء العمليات الجراحية. ويطلق على إحدى هذه التقنيات اسم «التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة» (TMS)، وفيها يربط مغناطيس عالي الطاقة برأس الشخص من الخارج، ليرسل تيارًا كهرومغناطيسي إلى المنطقة المستهدفة. وأظهرت النتائج الأولية القدرة على تعزيز الإدراك من خلال تحفيز الخلايا العصبية في المنطقة المصابة، لكن هذه التقنية ما زالت في مراحلها الأولى، ولذلك سيمر بعض الوقت قبل أن نشهد شخصاً يتجوّل مع مغناطيس مرتبط برأسه. والمدهش أن البعض يتخيل استخدام الهندسة الوراثية لاستعارة الجينات من أسماك الأنقليس الكهربائية، بما يسمح للدماغ بإنتاج تياره الخاص المحرَّض كيمائياً.

التعديل العصبي

ويؤدي كل ذلك إلى نشوء فرع طبي جديد يسمى التعديل العصبي، الذي يعتمد على بعض التقنيات مثل التحفيز العميق للدماغ والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة وغيرها من التقنيات لتعزيز العديد من القدرات الإدراكية. ويعتقد كثير من العاملين في هذا المجال بأن المرضى سيأتون يوماً إلى العيادة لفحص أدمغتهم وتحديد جوانب القصور فيها، ويكون لديهم الخيار لتلافي هذه العيوب.

يتضمن التعديل العصبي أيضاً قدرة الدماغ على التحكم بالأشياء في الفضاء. إذ طورت أجهزة تعويضية عصبية تسمح للناس بالتحكم بالأذرع الروبوتية من خلال أفكارهم. ومن المتوقّع بأن إنترنت الأشياء سيجعل الإنسان قادراً على التحكم بالعديد من الأشياء في منزله بالطريقة ذاتها.

وهكذا فإن الخطوة المقبلة ستكون الاتصال المباشر بين الدماغ وشبكة الإنترنت، مما يتيح للشخص الوصول الفوري إلى جميع المعارف البشرية، وهو ما أطلق عليه إيلون ماسك اسم الرباط العصبي.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى