علوم وتكنولوجيا

علاج سرطان الدم بواسطة الخلايا المعدّلة وراثياً

في عام 2016 فقط، توفي 58320 شخصاً في الولايات المتحدة بسبب سرطان الدم. وقد يؤدي هذا التطور الجديد إلى زيادة فرص المرضى في البقاء على قيد الحياة. احتمال أن تزيد طرق العلاج الحالية من خطر إصابة المريض بسرطان ثانوي بعد تراجع السرطان. أما الخلايا التائية المعدّلة فلم يظهر بأنها تسبب للسرطان.

أليس رائعاً أن تختفي الحاجة إلى العلاج الكيميائي؟ ففي بعض الحالات، لا تفيد هذه العلاجات في تراجع السرطان عند المريض، لكن لا توجد سوى القليل من الخيارات الأخرى لبعض الناس. وبفضل إحدى الحالات الجديدة، طورت طريقة أسهل وأكثر فعالية لعلاج السرطان.

أعلن الأطباء في مستشفى «جريت أورموند ستريت» في لندن بأنهم نجحوا مؤخراً في علاج طفلين من سرطان الدم، بعدما فشلت العلاجات السابقة. وكانت هذه أول محاولة في العالم لعلاج السرطان بالخلايا المناعية المعدّلة وراثياً والمأخوذة من المتبرعين. ونشرت هذه الحالة في مجلة «سينس ترانسليشنال ميديسن» (Science Translational Medicine.)

ويذكر بأنه توجد حالياً طريقتان لتقديم الخلايا المناعية المعدّلة وراثياً إلى جسم الإنسان. واستخدم الأطباء في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن الطريقة الأولى «الجاهزة». وفيها يتم تعديل الخلايا التائية لتصبح بحجم واحد مناسب لجميع مرضى السرطان. ويفتح طريق وريدي للمريض، وتقدم هذه الخلايا المعدّلة عبره عند اللزوم. أما الطريقة الثانية فتتضمن أخذ خلايا الدم من مريض السرطان وتعديلها ثم إعادة تقديمها عن طريق الوريد.

وتستخدم الطريقة الثانية بصورة رئيسة بعض الشركات مثل جونو ثيرابيوتكس ونوفارتيس. وهي تكلف ملايين الدولارات، وتتطلب جهوداً لوجستية كبيرة، ولهذا فإن الطريقة الأولى التي تعتمد على الخلايا المناعية تبدو عملية أكثر. لكن برز شك كبير حول الأطباء في لندن وقدرتهم على علاج الطفلين باستخدام هذه الطريقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطفلين كانا يخضعان للعلاج الكيميائي التقليدي قبل إجراء التجربة، مما جعل بعض الناس يشككون بأن العلاج قد نجح بسبب الخلايا التائية المعدّلة وليس بالعلاج الكيميائي، أو ربما الطريقتين معاً.

وفي حال نجحت الطريقة الأولى «الجاهزة» في علاج الطفلين، فستتمكّن من إنقاذ حياة ملايين المرضى الآخرين. حيث يأخذ الأطباء الدم من المتبرع، وتقسيمه إلى مئات الجرعات، ثم تجميده وتخزينه بتكلفة 4 آلاف دولار أمريكي للجرعة الواحدة. ويعدّ هذا الخيار مقبول التكلفة بالمقارنة مع الطريقة الثانية التي تكلف 50 ألف دولار أمريكي لتعديل خلايا المريض وإعادة تقديمها.

 الخلايا التائية المعدّلة

ويعد ذلك العلاج الفريد لسرطان الدم. حيث تساعد الخلايا التائية الجهاز المناعي في مهاجمة خلايا الدم السرطانية، وهو الحل الذي يعدّ بسيطاً وفعالاً من الناحية النظرية. وتُعرف العلاجات التي تتضمن هذه الخلايا التائية المعدّلة – كالطريقة الأولى «الجاهزة» – باسم العلاج CAR-T cell، على الرغن من أنها لم تصبح متوافرة تجارياً بعد. وسبق لشركتي جونو ثيرابيوتكس ونوفارتيس أن قامتا بإجراء دراسات أظهرت بأن العلاج CAR-T cell أدى إلى شفاء نحو نصف المرضى المشاركين.

وقالت جوليان سميث، وهي نائب الرئيس لتطوير العلاج CAR-T في شركة سيليكتس، والتي تتخصص في تقديم الخلايا العامة: «نستطيع علاج المريض على الفور، بدلاً من أخذ الخلايا منه وتعديلها.» وما زال البعض يؤيد فكرة استخدام خلايا المريض فقط للعلاج، وليس خلايا شخص آخر. ولكن بغض النظر عن طرفي الجدال، فإن الجميع يتفق على أنه في حال أثبت أحد العلاجين فعاليته في إنقاذ الأرواح، فإنه يجب أن يصبح خياراً متاحاً للمرضى. وقد يصبح هذا العلاج الذي يجمع بين السعر المعقول نسبياً وفعاليته الكبيرة، مستقبل العلاجات البديلة للسرطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى