توصلت دراسة حديثة إلى أن وجود أية تراكمات للكالسيوم، وإن كانت محدودة، في شرايين الشباب البالغين قد يكون مؤشراً على زيادة خطر النوبة القلبية.
فقد وجد الباحثون بأن وجود لويحات صغيرة أو كبيرة من الكالسيوم في الشرايين (وهو ما يُسمى بتصلب الشرايين atherosclerosis) لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 32 إلى 46 سنة يعزز من خطر الإصابة بالنوبات القلبية بمعدل خمسة أضعاف في السنوات الاثني عشر التالية.
يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور جيفري كار، أستاذ طب الأشعة والمعلوماتية الطبية الحيوية بجامعة فاندربيلت الأمريكية: “يبدأ نهج الإصابة بالأمراض القلبية في سنوات المراهقة وسنوات البلوغ الأولى”.
قام الباحثون بإجراء تصوير بالأشعة المقطعية CT scans لدى أكثر من 3 آلاف مشارك بلغ متوسط أعمارهم 40 سنة، حيث تساعد هذه الصور على اكتشاف التراكمات الخطيرة في الشرايين.
ووجد الباحثون بأن وجود تراكمات (وإن كانت صغيرة) يزيد من خطر الإصابة بالنوبة القلبية خلال العقد التالي بنسبة 10 في المائة، وذلك بغض النظر عن عوامل الخطر الأخرى.
يقول كار: “لا تعني هذه النتائج بأنه ينبغي على جميع الناس الانطلاق فوراً وإجراء فحوص بالأشعة المقطعية لتحرّي وجود مثل هذه التراكمات، وإنما فقط الأشخاص المؤهبين للإصابة بالنوبة القلبية، مثل الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع مستويات الكولسترول أو البدانة أو المدخنين، وذلك لمعرفة ما إذا كان الخطر المحدق بهم كبيراً أو لا”.
وبحسب الرابطة الأمريكية لطب القلب، فإن هذه اللويحات أو التراكمات تتكون من كولسترول ومواد دهنية وفضلات خلوية وكالسيوم ومادة تُدعى الفبرين (توجد بشكل طبيعي في الدم وتلعب دوراً في عملية التخثر).
ويقول كار بأن شكل التكلسات الباكرة يعتمد على العديد من العوامل، مثل الوراثة والنظام الغذائي ونمط الحياة.
ويؤكد الخبراء على ضرورة اتباع نمط حياة صحي بغية تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية، فمن غير الوارد تناول أدوية لمجرد الاشتباه بوجود تراكمات في الشرايين. ويشمل ذلك ضبط مستوى الكولسترول في الدم، ومعالجة ارتفاع ضغط الدم، والحفاظ على وزن صحي، وتجنب التدخين، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.