علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: تناول الماء الأوكسجيني كدواء طبيعي يؤدي للإصابة بجلطات مميتة

حذر باحثون من أن تناول المستحضرات الغنية بمادة بيروكسايد الهيدروجين (ماء الأوكسجين) واعتبارها دواءً طبيعياً أو مُنظفاً للجسم، قد ينتهي بالشخص في قسم الطوارئ بالمستشفى أو يؤدي به إلى الهلاك!

وبحسب الباحثين، فإن هذه المواد أو المستحضرات قد يُطلق عليها جزافاً اسم “مستحضرات علاجية” إلا أنها أبعد ما تكون عن العلاج أو الطب، لأنها قد تُسبب الإصابة بنوبات القلبية أو سكتات دماغية، وقد تودي بحياة الشخص.

يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور بينيامين هاتن، الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة كولورادو الأمريكية: “كثيراً ما تكون إجراءات الطب البديل غير آمنة وغير علمية”.

ويُضيف: “فضلاً عن الافتقار لأدلة علمية، فإن تناول المستحضرات الغنية بمادة بيروكسايد الهيدروجين قد يكون مهدداً للحياة، وإن هذه المواد أشد خطراً من مستحضرات التنظيف المنزلية الحاوية على بيروكسايد الهيدروجين”.

قام الباحثون بتقييم ضرر الابتلاع المقصود وغير المقصود لمادة بيروكسايد الهيدروجين بتركيز 10 في المائة أو أكثر (وهو تركيز أقل من تركيز 3-5 في المائة المستخدم في صناعة المطهرات الكيميائية أو مواد التجميل)، وذلك عن طريق مراجعة بيانات مركز السموم الوطني الأمريكي ومركز الرابطة الأمريكية للتحكم بالسموم في الفترة بين عامي 2001 و 2011.

استطاع الباحثون تحديد حوالي 300 حالة تسمم بتراكيز عالية من بيروكسايد الهيدروجين.

ووجد الباحثون بأن حوالي 14 في المائة من المتسممين عانوا من انقطاع جزئي أو كلي في التروية الدموية للقلب، وتوفي 7 في المائة من المتسممين أو عانوا من إعاقات طويلة المدى. وبحسب هاتن، فإن كلا الرقمين يُعد مفاجئاً وأكثر مما يتوقعه أي شخص.

وبحسب هاتن، فإن الأهم من ذلك بأن الأضرار المباشرة، والتي تراوحت بين النوبات العصبية إلى ضيق التنفس والسكتات الدماغية والنوبات القلبية وغيرها، لم تظهر دائماً بشكل مباشر، وإنما احتاجت أحياناً لـ 25 ساعة قبل أن تظهر.

يقول هاتن: “لقد حدثت العديد من حالات التسمم تلك عندما قام الأشخاص بحفظ بيروكسايد الهيدروجين بشكله المركز أو الممدد قليلاً في عبوات لا يدون عليها محتواها أو في زجاجات ماء قديمة، مما يدفع الشخص للاعتقاد بأن ما يتناوله هو ماء صرف”.

ويؤكد هاتن على ضرورة تخزين الماء الأوكسجيني (بيروكسايد الهيدروجين) في عبوات محكمة الإغلاق ومدون عليها محتواها، وبعيدة عن أيدي الأطفال.

أما عن سبب سمية الماء الأوكسجيني، فيقول الدكتور إيريك لافوناس، الناطق باسم الكلية الأمريكية لأطباء الطوارئ: “يؤدي شرب الماء الأوكسجيني المركز إلى تحرير غازات ضمن المعدة بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى تمدد المعدة بدرجة كبيرة قد تؤدي إلى تمزقها، أو يدفع الضغط تلك الغازات إلى داخل الشرايين أو الأوردة، وهو ما يؤدي إلى حدوث صمّات غازية في الشعيرات الدموية، وخاصةً في الدماغ. وعلى الرغم من أن هذه الصمات الغازية لا تدوم طويلاً، إلا أن تأثيراتها السلبية تكون دائمة”.

ويختم لافوناس بالقول: “لا توجد أي فائدة صحية من ابتلاع مثل هذه المواد.. فهي سموم وحسب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى