أفاد باحثون بأنهم تمكنوا من تطوير اختبار جديد يساعد على التنبؤ بخطر إصابة الطفل الرضيع الذي لم يكمل عمر السنة الواحدة بطيف التوحد في نهاية السنة الثانية من عمره.
وبحسب الباحثين، فإن التقنية الحديثة التي تستخدم صور الرنين المغناطيسي للدماغ، قد جرى تصميمها للتركيز فقط على المواليد الجدد الذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بطيف التوحد بسبب وجود قصة عائلية للإصابة بالمرض.
وقد كان الأطباء يواجهون صعوبة كبيرة في الكشف المبكر عن داء التوحد عند الأطفال، إذ إن أعراضه لا تظهر قبل نهاية السنة الثانية من عمر الطفل، في الوقت الذي يُعد التشخيص المبكر للمرض أمراً حيوياً وضرورياً.
وبحسب الباحثين، فإن دقة التقنية الجديدة تبلغ حوالي 90 في المائة، وتعتمد على تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي، وتحري وجود ثخانات أو تبدلات في مناطق معينة من القشرة الدماغية، وذلك عندما يبلغ الطفل عمراً يتراوح بين 6-12 شهراً.
يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور جوزيف بيفن، مدير معهد كارولاينا للإعاقات التطورية: “تقترح نتائج دراستنا بأن سلسلة من التبدلات التي تطرأ على الدماغ في أول سنتين من عمر الطفل هي ما يُفضي إلى تطور الإصابة بالتوحد في نهاية السنة الثانية”.
جرى اختبار التقنية الجديدة على ما يقرب من 150 طفلاً رضيعاً، كان من بينهم 100 طفل من فئة الخطر المرتفع للإصابة بالتوحد بسبب وجود قصة عائلية للإصابة بالمرض. وبحسب بيفن، فإن وجود شقيق مصاب بالتوحد يُضاعف من خطر الإصابة بالمرض بخمسة أضعاف.
جرى تصوير أدمغة الأطفال المشاركين بالرنين المغناطيسي عندما كانوا بعمر 6 أشهر، و12 شهراً، و24 شهراً، وهي الفترات التي تكون فيها أعراض المرض قليلة وغير واضحة، على الرغم من وجود بعض المؤشرات الحركية أو الذهنية المثيرة للشك.
قام الباحثون بعد ذلك بإدخال الصور إلى الحاسب وتحليلها بوساطة برنامج خاص جرى إعداده خصيصاً لهذا الهدف. وقد بنى البرنامج نتائجه وتوقعاته بناءً على المشاهدتين التاليتين:
المشاهدة الأولى، يظهر لدى الأطفال الذين تطورت لديهم الإصابة بالتوحد بعمر سنتين نمو زائد في قشرة الدماغ في الفترة بين عمر 6 أشهر وسنة.
المشاهدة الثانية، إن زيادة مساحة سطح الدماغ في السنة الأولى يرتبط بزيادة حجم الدماغ الكلي في السنة الثانية من العمر. وإن هذا النمو المفرط في حجم الدماغ هو علامة واسمة لخطر الإصابة بالتوحد.
وبالنتيجة، تمكن الحاسب من توقع خطر التوحد عند 8 من أصل 10 أشخاص أصيبوا بالمرض في عمر سنتين.