كشفت الكلية العلمية الأمريكية للأطباء عن توصية جديدة قد تكون الأكثر إفادة فيما يخص علاج آلام أسفل الظهر. وقال موقع “Vox” الأمريكي، إن الأطباء الأمريكان اعترفوا أخيرا “بأن جميع الأدوية التي تصرف لعلاج أحد أكثر الأمراض شيوعا لا تفيد”.
وأشار الموقع إلى أن “آلام أسفل الظهر تعد واحدة من أهم أسباب زيارة الطبيب المعتادة. حتى الآن الأطباء يجدون أن الأدوية المسكنة يجب أن تكون آخر خيار للعلاج”.
واقترحت الكلية العلمية الأمريكية على الأطباء التوصية للمرضى بالتمارين، والعلاج بالأغطية الحرارية واليوغا، والتأمل، قبل أن يلجأوا للأدوية المسكنة أو حتى بعض الأنواع التي تؤخذ دون وصفة طبية.
وقال روجير شو، البروفيسور في جامعة أوريغون، إن هذه التوصية والإرشادات الجديدة تختلف كليا عن الإرشادات السابقة.
ويقول الموقع إن التمارين والعلاجات الفيزيائية، بحسب ملاحظات الكلية العلمية الأمريكية، يمكنها أن تعمل بشكل أفضل من الأدوية، وفي الوقت ذاته ليس لها أي أعراض جانبية سلبية.
وأضاف: “مجموعة من الأطباء لم يشجعوا أبدا على تناول الأدوية المسكنة؛ حيث إن الأبحاث كشفت أن هذه الأدوية المسكنة ليست فعالة لآلام الظهر، كما أنها تنطوي على خطورة، فضلا عن الإدمان عليها”.
وأوضحت أن “الذين يعانون من آلام أسفل الظهر عليهم أن يأخذوا هذه الاقتراحات، لكن ليس بشيء من الجدية؛ لأن بعض فعالية هذه الخيارات قد تكون محدودة، والأدلة التي تدعمها ليست كبيرة بما فيه الكفاية”.
ولفت الموقع إلى أن الأطباء يتحدثون عن آلام عديدة للظهر، لكن معظم الناس يعانون من آلام أسفل الظهر، والذي يسمونه بالألم غير المحدد في الأسفل.
وتوضح الدراسة أن “هذا النوع من الألم غير معروف السبب، مثل الورم، أو مشكلة في الأعصاب، أو هشاشة عظام، أو كسر. ويمكن أن يكون حادا ( يصل لأربعة أسابيع)، أو أقل من حاد ( لفترة تمتد من 4 أسابيع إلى 12 أسبوعا)، أو مزمن (وقد يصل إلى 12 أسبوعا أو أكثر)، لكن نادرا ما يكون علامة على مشكلة خطيرة لدى المصاب”.
ويلفت الموقع إلى أن “السمنة والتدخين والاكتئاب والقلق مرتبطة بآلام أسفل الظهر، لكن يبدو أن الأمر أكثر تعقيدا”.
وينقل الموقع مجددا عن تشو، الذي كتب الأدلة التي ساعدت الكلية العلمية في إصدار توجيهاتها الجديدة، أن “الجوانب البيولوجية مثل الأسباب الهيكلية والتشريحية تلعب دورا ما في الإصابة، ولكن العوامل النفسية والاجتماعية لها دور كبير أيضا”.
ويقول تشو إنه “على سبيل المثال، الأشخاص الذين لديهم نتائج متطابقة من التصوير، مثل الرنين المغناطيسي، ويعانون من الاكتئاب أو غير راضين عن عملهم، يكون الألم لديهم أكثر من الأشخاص غير المكتئبين”، ولهذا السبب لا يوصي الأطباء بأخذ صورة الرنين المغناطيسي للآلام الحادة في الظهر، والتي قد تتسبب في أعراض جانبية.
وأوصت الكلية في دراستها بعدة أمور على الأشخاص فعلها لتجنب آلام الظهر، “مثل المواظبة على التمارين بشكل معقول، والحرص على أن يكون الوزن صحيا، والابتعاد عن الإصابة. هناك العديد من الأدوية التي قد تساعدك، لكنها بالطبع ليست سحرية، وليست لأي شخص”.
أما للإصابات الحادة أو حتى شبه الحادة، والتي تستمر لنحو 12 أسبوعا، توصي الكلية العلمية الأمريكية بالعلاج الحراري بداية كخط دفاع أولي. والمساج، الوخز بالإبر، والتلاعب بالعمود الفقري من قبل متخصص.