توصلت دراسة حديثة إلى أن الألم المزمن يكون أكثر شيوعاً بين الأشخاص الأقل ثروةً وأقل تعليماً.
تقول المُعدة الرئيسية للدراسة جرول بروكوبتشيك، الأستاذة المساعدة بقسم العلوم الاجتماعية بجامعة بوفالو الأمريكية: “لقد وجدنا بأن الأشخاص الأقل مالاً وتعليماً يعانون من حالات أكثر وأشد من الألم المزمن”.
وتُضيف: “كما تحرّينا أيضاً وجود علاقة بين الإعاقة والشعور بالألم، أي ما إذا كان الألم يترافق مع تراجع القدرة على القيام بالمهام اليومية أو المنزلية، ووجدنا أيضاً بأن الأشخاص الأقل مالاً وتعليماً يكونون أكثر عُرضة للإعاقة الناجمة عن الألم”.
قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 19 ألف شخص يبلغون من العمر 51 عاماً أو أكثر، حيث جرى جمع هذه البيانات على مدى 12 عاماً. وجد الباحثون بأن الأشخاص الأقل تعليماً كانوا أكثر عرضة للإصابة بآلام مزمنة بنسبة 80 في المائة، مقارنةً مع الأشخاص الأكثر تعليماً.
تقول بروكوبتشيك: “عند تحري جميع أشكال الألم، بما فيها الخفيفة أو المتوسطة أو الشديدة، فسوف نجد فوارق في توزيعها بناءً على المجموعات الاقتصادية الاجتماعية. إلا أن هذه الفوارق تصبح أكثر وضوحاً عند تحري حالات الألم الشديد التي تترافق مع الإعاقة المهنية أو الوفاة”.
وتؤكد بروكوبتشيك على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتحري أسباب ارتباط الألم المزمن بالطبقات الأقل تعليماً وثروةً. كما تعتقد بروكوبتشيك بأهمية نتائج هذه الدراسة في سياق مناقشة الإفراط في تناول الأدوية المسكنة الأفيونية في الولايات المتحدة الأمريكية.
تقول بروكوبتشيك: “تتعالى الكثير من الأصوات حالياً للحد من استخدام المسكنات الأفيونية، ولكن هذه الدراسة تؤكد وجود الكثير من الأشخاص الذين يعانون فعلاً من الألم، وهم بحاجة لأخذ مسكنات، وليسوا مجرد ممثلين يريدون إشباع حاجتهم الإدمانية”.
وتُضيف: “للأسف، لا توجد علاجات فعالة للألم المزمن، وإذا كانت المسكنات الأفيونية هي الحل الوحيد المتوفر، فينبغي التركيز أكثر على علاج أسباب الألم بدلاً من الاكتفاء بمنعها أو الحد من استخدامها وحسب”.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة الألم Pain، ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول علاج الألم المزمن.