علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: تدني الصحة في منتصف العمر يرتبط مع الخرف لاحقاً

توصلت دراسة حديثة إلى أن الرجال والنساء في منتصف العمر الذين يواجهون خطراً أكبر للإصابة بأمراض القلب قد يواجهون أيضاً زيادة في خطر الخرف مع وصولهم إلى سن الشيخوخة.

وبحسب الباحثين، فإن عوامل خطر مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم والسكري تزيد من خطر الخرف كما لو كان الشخص يحمل جيناتٍ تزيد من خطر هذا المرض.

تقول المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة ريبيكا جوتيسمان، الأستاذة المساعدة في قسم العلوم العصبية ووبائيات الصحة بجامعة جون هوبكنز الأمريكية: “إن معظم عوامل الخطر التي نتحدث عنها يمكن علاجها أو الوقاية منها، وينبغي القيام بذلك بأسرع وقت ممكن”.

وتُضيف جوتسمان: “ينبغي على كل شخص قياس ضغط دمه وعلاج ارتفاعه إن كان يشكو من ذلك، كما إنه من الضروري أيضاً ضبط السكري في حال الإصابة به، والتوقف عن التدخين إن كان الشخص مدخناً. فعوامل الخطر هذه لا تؤثر على القلب وحسب، وإنما تزيد أيضاً من خطر الخرف”.

وتؤكد جوتسمان على أن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين عوامل خطر الأمراض القلبية وزيادة خطر الخرف في سنوات الشيخوخة، ما يعني بأن تحييد عوامل الخطر تلك لا يضمن عدم الإصابة بالخرف.

قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 15700 رجل وامرأة كانوا قد شاركوا في دراسة سابقة بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1987 وشملت أربع مناطق في أرجاء البلاد.

تقول جوتسمان: “كما هو متوقع، فقد ارتفع خطر الخرف مع التقدم في العمر، إلا أن البيانات أظهرت بأن الأشخاص الذين كانوا يواجهون خطراً مرتفعاً للإصابة بأمراض القلب عند بداية الدراسة (عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 45-65 سنة) ازداد لديهم خطر الإصابة بالخرف مع دخولهم في سن الشيخوخة.

لاحظ الباحثون بأن أكثر من 1500 شخص من المشاركين في الدراسة أصيبوا بالخرف، وأن خطر الإصابة ازداد بنسبة 41 في المائة لدى المدخنين، وازداد بنسبة 39 في المائة لدى مرضى ضغط الدم (الذين يقيس ضغط الدم لديهم 140/90 ملم زئبقي)، وازداد بنسبة 31 في المائة لدى الأشخاص الذين يرتفع لديهم ضغط الدم دون أن يصل حد المرض (الذين يقيس ضغط الدم لديهم بين 120/80 – 139/89 ملم زئبقي) وازداد بنسبة 77 في المائة لدى مرضى السكري، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا توجد لديهم أي من هذه العوامل.

وبحسب الباحثين، فإن بعض عوامل الخطر تؤثر بشكل مختلف لدى أفراد العرق الأبيض والأسود، مثل التدخين والجينات التي ترتبط بداء ألزهايمر، حيث يظهر تأثيرها بشكل أوضح عند أفراد العرق الأبيض.

جرى عرض نتائج الدراسة في المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية المنعقد في مدينة هيوستن الأمريكية. ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في المؤتمرات والملتقيات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى