دراسة حديثة: ازدياد رغبة المسن بالنوم قد يكون علامةً مبكرةً للإصابة بالخرف

فقد وجد الباحثون بأن خطر الخرف يزداد بمعدل 2.5 ضعفاً عند المسنين الذين أصبحوا بحاجة إلى النوم لأكثر من 9 ساعات. وأن هذه النسبة تصل إلى ستة أضعاف إذا لم يكن المسن حاصلاً على شهادة تعليم عليا.

وبحسب الباحثين، فإن هذه النتائج تُلقي الضوء أيضاً على دور محتمل للتعليم في الوقاية من الخرف.

يقول المعد المساعد للدراسة ماثيو بيس، اختصاصي الأمراض العصبية بكلية الطب بجامعة بوسطن الأمريكية: “كثيراً ما يعاني مرضى الخرف من تقطع فترات النوم، ولكننا لا نعلم ما إذا كان ذلك يسبق إصابته الخرف أو يتلوه”.

ويؤكد بيس على أن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين زيادة رغبة المسن بالنوم والإصابة بالخرف، وإنما مجرد ارتباط بينهما، وبالتالي فإن شعور المسن بزيادة الرغبة بالنوم لا تعني حتمية إصابته بالخرف.

ومع ذلك، فإن بيس ينصح بمراقبة عادات النوم لدى المسنين في حالات محددة، وإجراء اختبار للذاكرة عند ملاحظة زيادة الرغبة بالنوم لدى المسن.

ويشير بيس إلى أن أبحاثاً سابقة قارنت بين المصابين بالخرف وغير المصابين به، إلا أنها لم تتقفَّ نهج الإصابة عبر الزمن. ولكن الدراسة الحالية اتبعت استراتيجية مختلفة، حيث حاولت الإجابة عن السؤال: هل هناك صلة بين مدة نوم المسن وتشخيص إصابته بالخرف لاحقاً؟

قام الباحثون بمعاينة بيانات دراسة سابقة شملت حوالي 2500 شخصاً (57 في المائة نساء) جميعهم تجاوزوا الستين من العمر (بلغ متوسط العمر للمشاركين 72 سنة) وجرت متابعتهم على مرحلتين الأولى منذ العام 1986 وحتى العام 1990، والثانية منذ العام 1998 وحتى العام 2001. وجد الباحثون بأن حوالي 10 في المائة من المشاركين قد أصيبوا بالخرف.

لم يعثر الباحثون على أي زيادة في خطر الإصابة بالخرف عند المسنين الذين اعتادوا النوم لتسع ساعات أو أكثر على مدى 13 سنة وسطياً. في حين أن المسنين الذين ازداد معدل نومهم عن تسع ساعات مؤخراً فقط، تضاعف لديهم خطر الخرف بمعدل مرتين مقارنة مع المسنين الآخرين.

ويقول بيس بأن زيادة عدد ساعات النوم بشكل مفاجئ قد يكون علامةً على حدوث خلل ما (كحدوث تبدلات كيميائية في الدماغ)، دون أن يكون سبباً مباشراً للإصابة بالخرف.

ويؤكد بيس بأن نتائج هذه الدراسة لا تعني أنه ينبغي على المسن الحد من عدد ساعات نومه بغية تجنب خطر الخرف، ولكن الزيادة المفاجئة في عدد ساعات النوم قد تستدعي إجراء بعض الفحوص لتحري احتمال إصابته بالخرف.