توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول كميات وافرة من الخضار والفواكه قد يقي من إصابة المدخنين الحاليين والسابقين من الإصابة بالداء الرئوي الانسدادي، فضلاً عن منافعها الصحية الأخرى.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة جوانا كالوزا، الأستاذة بكلية علوم الحياة بجامعة وارسو البولندية: “يبدو بأن أنواع محددة من الفواكه والخضار مثل التفاح، والإجاص، والخضار الورقية والفليفلة، تؤمّن وقاية من الداء الرئوي الانسدادي (مرض رئوي مزمن)، وكلما زادت كمية الخضار والفواكه المستهلكة، كلما ازداد الأثر الوقائي المستفاد”.
ويؤكد الباحثون على أن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين تناول الخضار والفواكه والوقاية من الداء الرئوي الانسدادي، وإنما مجرد ارتباط بينهما يحتاج إلى مزيد من الدراسات لتفسيره بشكل حاسم.
تقول كالوزا: “من الضروري أن يقوم مزودو الرعاية الصحية بتشجيع الناس على تناول الخضار والفواكه، وخاصة المدخنين الذين يعجزون عن الإقلاع عن هذه العادة السيئة، وذلك نظراً لفوائدها الصحية والوقائية”.
وبحسب الباحثين، فإن التدخين هو عامل رئيسي للإصابة بالداء الرئوي الانسدادي، وهو اسم يطلق على مجموعة من الأعراض التنفسية مثل النفاخ الرئوي emphysema الناجم عن تضيق المجاري التنفسية.
اشتملت الدراسة التي استمرت لثلاث عشرة سنة على حوالي 44 ألف رجل سويدي تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 79 عاماً. كان حوالي 25 في المائة من المشاركين من المدخنين الحاليين، و35 في المائة من المدخنين السابقين، و40 في المائة من غير المدخنين.
قام المشاركون بالإجابة عن استبيان يخص عاداتهم الغذائية وكمية السجائر التي يدخنونها في اليوم. وقد سجل الباحثون 1900 إصابة حديثة بالداء الرئوي الانسدادي بين المشاركين في أثناء فترة الدراسة.
ولدى تحليل البيانات، وجد فريق البحث بأن تناول خمس حصص من أنواع معنية من الخضار والفواكه يومياً يُقلل من خطر الإصابة بالداء الرئوي الانسدادي بنسبة 35 في المائة وذلك بالمقارنة مع تناول حصتين من الفواكه فقط، وبغض النظر عما إذا كان الشخص من المدخنين أو غير المدخنين.
أما بالنسبة للمدخنين السابقين فقط، فقد وجد الباحثون بأن كل حصة إضافية من الخضار والفواكه تترافق مع تراجع بنسبة 4 في المائة في خطر الداء الرئوي الانسدادي. وبالنسبة للمدخنين الحاليين، فإن كل حصة إضافية من الفواكه تترافق مع تراجع بنسبة 8 في المائة في خطر الداء الرئوي الانسدادي.
ويتوقع الباحثون بأن مضادات الأكسدة الموجودة في بعض أنواع الخضار والفواكه تلعب دوراً في هذا الأثر الوقائي، حيث تُقلل من الالتهاب في الأنسجة، وهو العامل الحاسم في حدوث الداء الرئوي الانسدادي.
وبناءً على ذلك، فإن معظم أصناف الخضار والفواكه تمتلك تأثيراً وقائياً تجاه الداء الرئوي الانسدادي، ويستثنى منها الموز والتوت والحمضيات والطماطم والبصل والبازلاء، حيث لا يبدو بأنها تُقلل من خطر الداء الرئوي الانسدادي.
وعلى الجانب المقابل، وجد الباحثون بأن المدخنين الحاليين والسابقين الذين استهلكوا أقل من حصتين من الفواكه يومياً كانوا يواجهون خطراً أكبر للإصابة بالداء الرئوي الانسدادي، وذلك بالمقارنة مع المدخنين الذين تناولوا خمس حصص أو أكثر من الفواكه يومياً.