ممارسة الرياضة والاهتمام بنظام غذائي صحي من الأمور الأساسية التي يجب اتباعها لتجب الإصابة بمشكلة ضغط الدم وتبعاتها. إذ يشكل خطراً على صحة القلب والأوعية الدموية. لكن هل من طرق جديدة للمحافظة على معدل ضغط الدم منخفضا؟
يعلم الجميع بأن البنية الصحية الجيدة تنعكس إيجابياً على صحة القلب، غير أن البعض فقط ينصرفون إلى اتباع حمية غذائية صحية وممارسة الرياضة، حرصاً على سلامتهم وتجنباً للإصابة بالأمراض ومشاكل ضغط الدم على وجه الخصوص التي قد تؤدي إلى مشاكل في القلب والشرايين.
أجريت في أمريكا مؤخراً دراسة حول ارتفاع ضغط الدم ونسبته الطبيعية، إذ أُعتمد سابقاً على نسبة 140/90، كنسبة طبيعية، بمعنى أن النسب الأعلى منها تعني وجود مشكلة (ارتفاع ضغط الدم)، ومن ناحية أخرى يتساءل الأطباء والباحثون عما إذا كانت هذه النسبة صحيحة أو من الأفضل استبدالها بنسبة جديدة 120/80.
على ضوء هذه المشكلة، أراد برنامج صحتك بين يديك الذي تبثه قناة DW، متابعة حالة أحد الأشخاص الذين يعانون من مشكلة ارتفاع الضغط، والاطلاع على تطوراتها أو إمكانية العلاج، فالتقى البرنامج براينر بيندر (50 عاماً)، الذي اكتشف إصابته بارتفاع ضغط الدم أثناء عملية جراحية له في الأوردة العام الماضي. فقد بلغ ضغط دمه 150/105 . وقال لبرنامج صحتك بين يديك موضحاً أسباب اضطراب ضغط الدم لديه: “لقد اتبعت نظاماً غذائياً غير صحي مما أدى إلى ارتفاع في الوزن، واقتصر نشاطي الرياضي على فصل الصيف دون الشتاء، كما عملت في أوقات كان علي الجلوس فيها أكثر من التحرك، إضافة إلى تناول المزيد من الكحول في جلسات السمر مع الأصدقاء”.
يخضع راينر لعلاج ضغط الدم منذ حوالي 6 أشهر، والنتائج التي تظهرها الموجات فوق الصوتية تبين تضخماً في عضلات القلب، لكن الخمسيني يظهر نتائج جيدة في تمارين الاجهاد واتباعه نظاماً صحياً عاد بنتائج إيجابية. لكن طبيب القلب، بروفيسور د. يواخيم إرليش، المشرف على حالته، لا يزال غير راض عن معدل ضغط دمه البالغ 130/95 في حالة الاسترخاء. وأوضح البرفيسور إرليش، للبرنامج: “هدفنا الوصول إلى نسبة 120/80، وقد حققنا تقدماً في خفض ضغط الدم، لكن حسب النتائج لا بد من الاستمرار في العلاج في الأدوية للوصول إلى النتائج المرجوة”.
طرق العلاج
كما أشار البرفيسور إلى أهمية التقليل من تناول الكحول والحرص على تناول الغذاء الصحي من مكونات طازجة كالخضار والفواكه وبالتأكيد عدم تناول اللحوم يومياً، إضافة إلى ممارسة الرياضة وتخفيف الوزن.
ولعل اللجوء إلى الطرق التقليدية التي كانت تعتمد في الأزمنة القديمة تفيد في حالة كحالة راينر أو غيره، إذ أثبت الباحثون أن الطريقة القديمة بالعلاج بالفصد، أي إراقة الدم، تساعد على خفض مستوى ضغط الدم المرتفع. وخضع للتجربة 290 شخصاً، نصفهم مصاب بارتفاع ضغط الدم. وتبرع المشتركون 4 مرات في السنة بالدم، لتظهر النتائج الإيجابية المفاجئة بنهاية الدراسة.
كما أوضح ميشائيل ياتلر، أخصائي تجارب ومراقبة طبية لبرنامج صحتك بين يديك: “من تبرعوا بالدم 4 مرات تأثروا إيجابياً، فمن كان ضغطهم قبل الدراسة 160/100، أصبح بعد سنة من التبرع بالدم 145/90. كما تمكن بعض المشاركين في الدراسة من التوقف عن تناول الأدوية، إذ استمر التأثير الإيجابي لعدة أسابيع بعد الدراسة. وأظهرت الدراسة أن من يعانون من السمنة الزائدة أيضاً، استفادوا من هذه الطريقة، فقد تبين أن جزءاً ممن يعانون من ارتفاع نسبة الدهون بالدم استفادوا من سحب الدم بشكل دوري.