علوم وتكنولوجيا

علاج جديد للإكزيما يُظهر نتائج واعدة في التجارب الأولية على المرضى

أفاد باحثون بأن دواءً تجريبياً قد ينجح في الحد من الحكة ويُحسن مظهر الحالات المتوسطة والشديدة من الإكزيما، وذلك عقب إجراء تجربة أولية على الدواء.

وبحسب الباحثين، فإن دواء نيموليزوماب Nemolizumab وهو مستضد antibody قابل للحقن يُصنع في جسم الإنسان يستطيع مقاومة البروتين الذي يمارس دوراً في الإصابة بالإكزيما.

تقول الدكتورة دوريس داي، اختصاصية الأمراض الجلدية بمستشفى لينوكس هيل بمدينة نيويورك الأمريكية: “لطالما جرى اعتبار أدوية التهاب الجلد التأتبي atopic dermatitis مخيبة للآمال بسبب ضعف فعاليتها وآثارها الجانبية بعيدة المدى. كما يشكو المرضى من صعوبة تطبيقها نظراً للحاجة إلى استخدامها على مساحات واسعة من الجلد عدة مرات يومياً. ونظراً لأن الإكزيما هي حالة مزمنة، فإن العلاج المستمر بهذه الأدوية ضروري لضمان استمرار نتائجها”.

وتُضيف داي: “إن الهدف الأمثل هو التوصل إلى دواء غير ستيروئيدي فعال وسهل الاستخدام دون آثار جانبية تُذكر. وإن نتائج هذه التجربة العلاجية مُشجعة للغاية، ونأمل أن يتمكن مرضى الحالات المتوسطة والشديدة من الإكزيما من استخدام علاج فعال على المدى القريب والبعيد”.

وتُعد الإكزيما حالة مزمنة غير معدية مجهولة السبب، ويعتقد العلماء بأنها ذات منشأ وراثي وبيئي، ويمكن أن تمر بفترات من الهجوع أو الاشتداد. وبحسب المعاهد الأمريكية الوطنية للصحة، فإن مُعظم أشكال الإكزيما تُسبب جفافاً وحكة في البشرة، واندفاعات جلدية في الوجه، والمرفقين، وخلف الركبة، واليدين، والقدمين. وإن الحك المستمر لمناطق الإصابة يجعلها تأخذ اللون الأحمر ويُسبب تورمها وتفاقم الحكة فيها.

قاد التجربة العلاجية الدكتور توماس روزيكا، الأستاذ بقسم الأمراض الجلدية وعلوم الحساسية بجامعة لودفيغ ماكسيميليان بمدينة ميونخ الألمانية، واستمرت لمدة 12 أسبوعاً واشتملت على 264 مريضاً يعانون من حالات متوسطة إلى شديدة من الإكزيما. جرى تقسيم المرضى في أربع مجموعات، جرى حقن أفراد المجموعات الثلاثة الأولى بجرعات متباينة من الدواء الجديد، في حين جرى حقن أفراد المجموعة الرابعة بدواء وهمي.

وجد الباحثون بأن المرضى الذين حصلوا على دواء نيموليزوماب بمعدل مرة واحدة كل 4 أسابيع (الجرعة الأكثر فعالية وأماناً) قد حققوا تحسناً بنسبة 60 في المائة في حالاتهم، وذلك بالمقارنة مع المرضى الذين حصلوا على الدواء الوهمي (بلغت نسبة التحسن 20 في المائة). كما تراجعت مساحة المناطق المصابة بالإكزيما بنسبة 42 في المائة بالمقارنة مع 27 في المائة لدى أفراد مجموعة الدواء الوهمي.

وفي معرض التعليق على نتائج التجربة العلاجية، يقول الدكتور روبيرت سكروكوف، اختصاصي الأمراض الجلدية بمستشفى نورثويل ساوثسايد بمدينة نيويورك: “إن النتائج الإيجابية للمرحلة الثانية من العلاج تُعد خبراً ساراً لكل من المرضى والأشخاص المكلفين برعايتهم. وإننا بانتظار نتائج المرحلة التالية بفارغ الصبر، ونأمل أن تحقق نفس النتائج الإيجابية من حيث الفعالية وأمان الاستخدام، فمن شأن ذلك أن يُحسن حياة ملايين المرضى حول العالم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى