يُعرّف التركيز الذهني بأنه إيلاء الانتباه الكامل لتحقيق غاية محددة، أو بمعنى آخر، التركيز الكامل على إنجاز المهمة في أثناء إنجازها، وعدم تشتيت الذهن بأفكار أو مهام أخرى. وفي الحقيقة فإن معظم الناس يقومون بمهامهم الروتينية بدون التركيز المطلوب، ويفكرون بأشياء وأمور أخرى في أثناء ذلك.
ولعل طبيعة العقل البشري تساعد على ذلك، إذ من الممكن القيام بالعديد من المهام دون تركيز كامل فيها، مثل غسل الصحون أو قيادة السيارة وما إلى ذلك. ولكن التفكير بأمور خارجة عن المهمة المطلوبة لا يعدو أن يكون في أحد أمرين: إما المستقبل أو الماضي.
عندما نفكر بالمستقبل، فغالباً ما يدفعنا ذلك إلى القلق، لأننا نفكر بأمور لا نملكها حقيقة ونخشى عدم تحقيقها. أما التفكير بالماضي فغالباً ما يدفعنا إلى الغضب، بسبب تذكر أشياء عجزنا عن القيام بها على أكمل وجه، وكثيراً ما يكون هذا التفكير عقيماً، لأن الماضي حدث وانتهى.
ولكن عندما نركز على المهمة التي نقوم بها، فغالباً ما يساعد ذلك على الهدوء، ولعله أحد أفضل الطرق لتجنب الشدة النفسية، وهي طريقة يمكن القيام بها دائماً ولا تتطلب تحضيراً مسبقاً أو أماكن خاصة.
وهكذا، عندما تفكر بالقيام بعمل لا يتطلب تركيزاً كبيراً، راقب أين يذهب بك تفكيرك، هل يأخذك إلى أماكن سارّة، أو إلى أماكن غير سارّة؟ فإذا وجدت بأنه يدفعك للتفكير بأمور عصيبة تجلب الشدة النفسية فحاول التركيز على ما تقوم به الآن، واستمتع بلحظتك ولا تشغل تفكيرك بما يعكر صفوه.
يمكنك تطبيق هذه التقنية في كل مكان تقريباً.. على طاولة الطعام، أو في أثناء المشي، أو في أثناء قيادة السيارة، أو إذا كنت تستمع إلى حديثٍ ما، سواءً مع الآخرين أو على التلفاز.