توصلت دراسة حديثة إلى أن التشريع الضريبي الذي طبقته السويد في العام 2006 وهدف إلى الحد من الاختناقات المرورية في وسط العاصمة استوكهولم من خلال فرض رسوم على السيارات المارة في وسط المدينة، قد ارتبط بتراجع معدلات الإصابة بالربو لدى الأطفال.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة إيميليا سيميونوفا، الأستاذة المساعدة بجامعة جون هوبكنز الأمريكية: “إن خلاصة هذه الدراسة هي أن جهود الحد من تلوث الهواء لا بد وأن تترك أثراً إيجابياً في صحة المواطنين، وكل ما يحتاجه الأمر هو بعض الوقت كي نتمكن من تسجيل وملاحظة تلك الآثار الإيجابية”.
يُذكر بأن السويد فرضت ضريبة أسمتها “ضريبة الاختناقات المرورية” على سبيل التجربة في العام 2006 لتشجيع السائقين على تجنب القيادة في وسط العاصمة في أوقات الذروة، ثم أقرت تلك الضريبة بشكل رسمي في العام 2007، وهو ما أدى إلى تراجع معدلات التلوث في هواء المدينة بنسبة 5 إلى 10 في المائة منذ ذلك الحين.
وتبلغ قيمة الضريبة حوالي 2.6 دولاراً أمريكياً تُجبى من كل سائق يقود سيارته في وسط المدينة في أوقات الذروة، وذلك من خلال نظام آلي يُسجل بيانات السيارة عند مرورها من أمام نقاط محددة.
وبالإضافة إلى تراجع مستويات التلوث، لاحظ الباحثون تراجعاً مناظراً في معدلات الإصابة بالربو عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات. ولكن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين هذين العاملين، وإنما مجرد ارتباط يحتاج المزيد من الدراسات لتفسيره.
وبحسب الباحثين، فإن هذا الانخفاض في معدلات الإصابة بالربو قد حدث بشكل تدريجي منذ تطبيق القرار منذ حوالي عشر سنوات. وأن معدل الانخفاض بلغ 12 في المائة في الأشهر السبعة الأولى من تطبيق القرار، ووصل إلى 47 في المائة في غضون السنوات التالية.
وبحسب الباحثين، فإن هذه النتائج تؤكد على أهمية الحد من التلوث في المدن، وأن الآثار الإيجابية لذلك قد تظهر بشكل فوري.
تقول سيميونوفا: “تشير هذه النتائج إلى أن فرض ضرائب على السيارات المارة في وسط المدينة في ساعات الذروة قد يترك تأثيراً إيجابياً كبيراً على صحة المواطنين على المدى القصير والبعيد”.
جرى عرض نتائج الدراسة في أثناء انعقاد الملتقى السنوي للرابطة الأمريكية الاقتصادية في مدينة شيكاغو الأمريكية، ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.