كشفت دراسة حديثة عن أن الفحص الروتيني للعين قد يُمكّن الأطباء يوماً من اكتشاف اضطرابات التروية الدموية في الساقين عند المريض.
قال باحثون من جامعة جون هوبكنز الأمريكية في بالتيمور بأن التغيرات المشاهدة في قرنية العين قد تساعد على تحديد الأشخاص الذين يواجهون خطراً للإصابة بتضيق الأوعية الدموية الكبيرة في الساقين، وهي حالة تُعرف باسم داء الشرايين المحيطية peripheral artery disease (PAD).
يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور سامي سليم، اختصاصي أمراض القلب والأوعية الدموية بمستشفى نورث ويل بمدينة باي شور بولاية نيويورك الأمريكية: “يُصيب داء الشرايين المحيطية حوالي 8.5 مليون أمريكي من الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة، ويرتبط مع خطر الوفاة وتدني جودة الحياة”.
ويُضيف سليم: “على الرغم من أن داء الشرايين المحيطية هو حالة خطيرة ومنتشرة، إلا أن الأطباء قلما يُجرون اختباراتٍ للتحري عن تلك الحالة”.
قام فريق البحث بتحليل بيانات حوالي 9400 شخص بالغ جرت متابعتهم لحوالي 19 سنة. في أثناء تلك الفترة جرى تشخيص أكثر من 300 شخص بحالة من داء الشرايين المحيطية تتطلب العلاج في المستشفى أو اتخاذ إجراء لفتح الشرايين المتضيقة.
وكان 92 في المائة من هؤلاء المرضى مصابون بالشكل الأكثر خطورة من داء الشرايين المحيطية، ويُدعى نقص تروية الساق limb ischemia، وهي حالة تؤدي إلى ظهور قرحات جلدية على الساق وقد تنتهي بالإصابة بالغنغرينا وبتر الساق.
وبعد تحييد العوامل المؤثرة في خطر داء الشرايين المحيطية، مثل السكري، وجد الباحثون بأن التشوهات في الشعيرات الدموية الدقيقة في قرنية العين ترتبط مع زيادة في معدل الإصابة بداء الشرايين المحيطية بأكثر من الضعفين، وترتبط مع زيادة معدل الإصابة بالشكل الأكثر خطورة من المرض بحوالي 3.5 ضعفاً.
وبحسب الباحثين، فإن هذا الارتباط كان أوضح ما يكون عند الأشخاص المصابين بداء السكري.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، يقول الدكتور جيمس كاتانيس، مدير قسم أمراض القلب والأوعية الدموية بمستشفى نورثرن ويستشستر بمدينة ماونت كيسكو بولاية نيويورك الأمريكية: “إن داء الشرايين المحيطية هو حالة صامتة قد يكون من الصعب تشخيصها، إلا أن هذه الدراسة أوضحت بأن فحص قرنية العين وتصويرها قد يساعد على اكتشاف المرض في مراحله المبكرة مما يجعل من علاجه أمراً ممكناً”.
جرى عرض نتائج الدراسة في اجتماع الرابطة الأمريكية لطب القلب المنعقد في مدينة بورتلاند بولاية أوريجون الأمريكية. ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.