توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص البدينين وزائدي الوزن يميلون للإصابة بالأمراض القلبية في عمر أصغر من أقرانهم الذين لا يعانون من زيادة الوزن، ولكن معدل حياتهم الوسطي مساوٍ أو أعلى بقليل من المعدل الوسطي لأقرانهم من أصحاب الوزن الطبيعي.
فقد وجد باحثون بأن أمراض القلب تبدأ لدى النساء اللواتي في منتصف العمر ويعانين من زيادة في الوزن قبل 1.8 سنة وسطياً مما هو عليه الحال لدى قريناتهن اللواتي لا يعانين من زيادة الوزن، في حين أنها تبدأً لدى النساء البدينات قبل 4.3 سنة وسطياً مما هو عليه الحال لدى النساء اللواتي لا يعانين من زيادة الوزن.
أما عند الرجال في منتصف العمر الذين يعانون من البدانة، فتبدأ الإصابة لديهم قبل 3.1 سنة وسطياً من أقرانهم الذين لا يعانون من البدانة. دون وجود فوارق تذكر بين الرجال الذين يعانون من زيادة في الوزن فقط، وأقرانهم من أصحاب الوزن الطبيعي.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة ساديا خان، الأستاذة بكلية الطب بجامعة نورث ويسترن الأمريكية: “تظهر نتائج الدراسة بأنه حتى ولو استفاد البعض مما يُسمى (مفارقة البدانة)، حيث يعيش الناس الأكثر وزناً عمراً أطول من الناس من ذوي الوزن الطبيعي، فإن السنوات الزائدة تلك تكون مليئة بالأمراض والبؤس”.
قام الباحثون بتحليل بيانات المشاركين في 10 دراسات سابقة، بحيث وصل عددهم الإجمالي إلى حوالي 73 ألف شخص من فئة متوسطي الأعمار (بلغ المعدل الوسطي للعمر 55 سنة). كان جميع المشاركين يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من أية أمراض قلبية عند مشاركتهم في الدراسات المختلفة.
بلغ متوسط مؤشر كتلة الجسم عند المشاركين 27.4 للرجال و 27.1 للنساء، ويُعد مؤشر كتلة الجسم الأعلى من 25 دليلاً على زيادة الوزن، ومؤشر كتلة الجسم الأعلى من 30 دليلاً على البدانة، وذلك بحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
لاحظ الباحثون إصابة ما نسبته 18.4 في المائة تقريباً من المشاركين بأمراض قلبية خلال سنوات المتابعة، مثل الفشل القلبي أو السكتة الدماغية أو حالات قلبية أخرى.
وجد الباحثون بأن خطر الإصابة بالأمراض القلبية طيلة الحياة كان أعلى لدى الأشخاص الأكثر وزناً والبدينين بالمقارنة مع الأشخاص من ذوي الأوزان الطبيعية. وأن الأشخاص من الأوزان الطبيعية يعيشون سنوات أكثر بدون مرض قلبي.
وعن تفسير زيادة المعدل الوسطي للعمر عند الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، يقول الدكتور روبيرت إيكل، رئيس قسم تصلب الشرايين بكلية الطب بجامعة كولورادو دينفر أنشوتز: “لعل الأشخاص الأكثر وزناً يقصدون الأطباء في وقت أبكر من أقرانهم، ما يعني حصولهم على رعاية صحية أفضل من أقرانهم الذين لا يعانون من البدانة ولا يشكون من أعراض تستدعي زيارة الطبيب”.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في أثناء الاجتماع السنوي للرابطة الأمريكية لطب القلب المنعقد في مدينة بورتلاند بولاية أوريجون الأمريكية، ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.