توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يمضون وقتاً طويلاً في مشاهدة الشاشات الإلكترونية بمختلف أنواعها (تلفاز، هاتف ذكي، حاسب، جهاز كفي) يزداد لديهم احتمال الإصابة بعوامل خطر السكري من النمط الثاني.
وبحسب الباحثين، فإن مشاهدة التلفاز أو ممارسة ألعاب الفيديو أو الجلوس أمام شاشة الحاسب أو الهاتف الذكي أو غيرها لأكثر من ثلاث ساعات يومياً يرتبط بزيادة مستوى الدهون في الجسم والمقاومة تجاه الإنسولين، ما يعني تراجع قدرة جسم الشخص على ضبط مستويات السكر في الدم.
ويقول الباحثون بأن الحد من عدد ساعات جلوس الأطفال أمام الشاشات الإلكترونية ضروري للوقاية من هذه العواقب الصحية السيئة.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة كلير نايتنغيل، الأستاذة بجامعة سان جورج بلندن: “تشير نتائج دراستنا إلى أن تقليل زمن جلوس الأطفال أمام الشاشات الإلكترونية يُقلل من احتمال إصابتهم بعوامل خطر السكري من النمط الثاني، سواءً كانوا ذكوراً أم إناثاً، وبغض النظر عن المجموعة العرقية التي ينتمون إليها”.
وتُضيف نايتنغيل: “أعتقد بأن نتائج الدراسة منطقية جداً، وخاصةً مع تزايد أعداد الإصابات بالسكري من النمط الثاني بشكل عام وبين الأشخاص الأصغر سناً بشكل خاص، كما تنسجم النتائج مع التحذيرات الحديثة التي تقول بأن تزايد معدلات جلوس الأطفال أمام الشاشات الإلكترونية قد يترافق مع تبدلات سلوكية لديهم مع تقدمهم في السن”.
وكانت دراسة سابقة أظهرت بأن البالغين الذين يُمضون وقتاً مطولاً أمام شاشات التلفاز أو الحاسب يواجهون خطراً أكبر لاكتساب الوزن والإصابة بالسكري من النمط الثاني.
قام الباحثون بتحليل بيانات حوالي 4500 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 9-10 سنوات ويعيشون في ثلاث مدن بريطانية هي بيرمينغهام وليسيستر ولندن.
خضع الأطفال لفحوص تقيس كلاً من مستويات السكر الصيامي، والمقاومة تجاه الإنسولين، والواسمات الالتهابية، وضغط الدم، ودهون الجسم. كما طُلب من الأطفال تسجيل بياناتهم اليومية حول عدد ساعات مشاهدتهم للتلفاز والحاسب وألعاب الفيديو والهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة المماثلة.
لاحظ الباحثون بأن حوالي 4 في المائة من الأطفال فقط لم يشاهدوا التلفاز أو الشاشات الإلكترونية مطلقاً. في حين أن 34 في المائة تقريباً منهم كانوا يشاهدون الشاشات الإلكترونية بمعدل أقل من ساعة واحدة يومياً، و28 في المائة منهم كانوا يشاهدونها بمعدل ساعتين يومياً، و13 في المائة منهم يشاهدونها بمعدل ثلاث ساعات يومياً، و18 في المائة منهم يشاهدونها لأكثر من ثلاث ساعات يومياً.
لاحظ الباحثون بأن مشاهدة الشاشات الإلكترونية كان أكثر شيوعاً بشكل واضح لدى الذكور مما هو لدى الإناث، مع وجود فوارق عرقية بسيطة.
وجد الباحثون بأن إجمالي كتلة الدهون في الجسم كانت أكبر لدى الأطفال الذين أمضوا الساعات الأطول أمام الشاشات الإلكترونية، كما كانت لديهم مستويات أعلى من مادة ليبتين leptin، وهي هرمون يؤثر في عملية ضبط الشهية والمقاومة تجاه الإنسولين. وقد بقيت هذه العلاقة قائمة حتى بعد تحييد العوامل الأخرى مثل متوسط دخل العائلة ومستوى النشاط الجسدي والمرحلة العمرية للطفل.
ويؤكد الباحثون على أن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين مشاهدة الشاشات الإلكترونية وزيادة خطر السكري من النمط الثاني، وإنما مجرد ارتباط يحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات لتفسيره.