علوم وتكنولوجيا

دراسة: المعالجة الدوائية المكثفة للسكري من النمط الثاني تُظهر نتائج واعدة

يُعد السكري من النمط الثاني حالة مزمنة تتطلب علاجاً طويل الأمد. ولكن ماذا لو جرت معالجته بصورة مكثفة بدلاً من المعالجة طويلة الأمد؟

كانت تلك الفكرة وراء دراسة أولية صغيرة الحجم، وهدفت إلى تقييم العلاج المكثف للسكري من النمط الثاني باستخدام الأدوية الفموية والإنسولين والحمية الغذائية، ووجد الباحثون بأن هذه الطريقة العلاجية قد تنجح في دحر المرض لعدة أشهر عند مرضى معينين.

وبحسب نتائج الدراسة، فإن ما نسبته 40 في المائة من المرضى المعالجين بهذه الطريقة قد تعافوا بشكل كامل من المرض لمدة ثلاثة أشهر (أو سنة كاملة لدى بعض المرضى).

تقول المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة نتاليا ماكنز، الأستاذة المساعدة بقسم الغدد الصم والاستقلاب بجامعة ماك ماستر الكندية: “ربما أصبح بوسعنا الآن عكس نهج المرض، وهو ما من شأنه أن يشجع المرض على بذل ما بوسعهم لخسارة الوزن وضبط مستوى السكر لديهم”.

وبحسب الباحثين، فإن النتائج تلك تلاشت تقريباً بعد سنة على الأكثر، ما يعني بأنها غير دائمة.

شارك في الدراسة 83 مريضاً بالغاً تتراوح أعمارهم بين 30-80 سنة جرى تشخيص إصابتهم حديثاً (أقل من 3 سنوات) بالسكري من النمط الثاني، وجرى تقسيمهم عشوائياً في ثلاث مجموعات، حصل أفراد المجموعة الأولى على علاج مكثف للسكري لمدة 16 أسبوعاً، في حين حصل أفراد المجموعة الثانية على علاج مكثف للسكري لمدة 8 أسابيع، في حين حصل أفراد المجموعة الثالثة على العلاج التقليدي (مجموعة شاهدة). وكان هؤلاء المرضى يعالجون السكري قبل إجراء الدراسة إما بالحمية وحدها، أو بالحمية مع تناول دواء واحد أو اثنين، لم يكن الإنسولين أياً منهما.

اشتملت المعالجة المكثفة على دوائين فمويين هما ميتفورمين metformin و أكاربوز acarbose، بالإضافة إلى حقن خاصة من الإنسولين تُدعى إنسولين جلارجين insulin glargine. وقد جرى اختيار هذه الأدوية بناءً على أدلة علمية تُشير إلى فعاليتها في الوقاية من السكري أو إبطاء نهجه. كما اتبع أفراد مجموعة العلاج المكثف حمية غذائية خاصة وبرنامجاً رياضياً يقضي بالمشي لعشرة آلاف خطوة يومياً.

قام الباحثون بإجراء اختبارات الهيموغلوبين A1c التي تقيس مستوى السكر خلال شهرين أو ثلاثة أشهر ماضية، وذلك لأربع مرات طيلة فترة الدراسة (16 أسبوعاً) وجرى اعتبار قيمة الاختبار الأدنى من 5.7 في المائة طبيعية، حسب ما تنص عليه الرابطة الأمريكية لداء السكري.

وقد عرّف الباحثون الشفاء الكامل بأنه تراجع قيمة اختبار A1c إلى ما دون 6 في المائة مع انتفاء الحاجة لتناول أدوية السكري. أما الشفاء الجزئي فكان تراجع قيمة اختبار A1c إلى ما دون 6.5 مع انتفاء الحاجة لتناول أدوية السكري.

وبعد انقضاء ثلاثة أشهر على البدء بالعلاج، لاحظ الباحثون أن 11 مريضاً من أصل 27 في المجموعة الأولى قد تماثلوا للشفاء الكامل أو الجزئي، في حين أن 6 مرضى فقط من أصل 28 في المجموعة الثانية قد تماثلوا للشفاء الكامل أو الجزئي، وأن 4 فقط من أصل 28 مريضاً في المجموعة الثالثة قد حققوا نفس النتائج.

ويقول الباحثون بأن الحاجة قائمة لإجراء المزيد من الدراسات حول هذه الطريقة العلاجية، وتقييم فوائدها وتكاليفها بالمقارنة مع المعالجات التقليدية لداي السكري من النمط الثاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى