تترك التغيرات المناخية تأثيرات بعيدة المدى في جميع جوانب الحياة على كوكب الأرض. وقد توصلت دراسة حديثة إلى نتائج مفاجئة مفادها أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ترتبط بزيادة معدلات الإصابة بالسكري من النمط الثاني.
فقد أفاد باحثون بأن كل زيادة في درجة حرارة الأرض بمقدار درجة مئوية واحدة تزيد من أعداد الإصابات بالسكري من النمط الثاني بمعدل 100 ألف حالة.
اشتملت الدراسة على بالغين من 50 ولاية أمريكية، جرى جمع بياناتهم في الفترة بين عامي 1996 و2009، وقد أجاب المشاركون عن أسئلة تتعلق بتشخيص إصابتهم بداء السكري ومن أي نوع كانت الإصابة. كما عاين الباحثون بياناتٍ حصلوا عليها من منظمة الصحة العالمية حول مستويات السكر الصيامي والبدانة في حوالي 190 بلداً حول العالم.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة ليزان بلاو، طالبة الدكتوراه بكلية الطب بجامعة ليدن الهولندية: “لقد أظهرت الدراسة بأن الزيادة في درجة الحرارة الخارجية ترتبط بزيادة في أعداد حالات السكري المكتشفة حديثاً”.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو تفسير ذلك؟
يشرح مُعدو الدراسة ذلك أنه وفي أثناء الأيام الأكثر برودة من السنة، تنشط في الجسم الدهون البنّية، وهي مختلفة عن الدهون البيضاء. ويؤدي نشاط هذه الدهون إلى تراجع حساسية الجسم تجاه الإنسولين، الهرمون المسؤول عن تحويل السكر الموجود في الطعام إلى طاقة يستفيد منها الجسم.
تقول بلاو: “إن وظيفة النسج الدهنية البنّية في الجسم هي حرق الدهون بهدف توليد الحرارة، الأمر الضروري لمنع انخفاض درجة حرارة الجسم في الأيام الباردة. ولذلك افترضنا بأن الدهون البنية تمارس دوراً في الآلية التي تربط بين انخفاض درجات الحرارة والإصابة بالسكري، حيث يتراجع دور الدهون البنّية في الأجواء الحارة مما يزيد من مقاومة الإنسولين في الجسم وبالتالي الإصابة بداء السكري”.
ولكن الباحثين يؤكدون في الوقت ذاته على أن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين ارتفاع درجات الحرارة والإصابة بداء السكري، وإنما هو مجرد ارتباط يحتاج إجراء المزيد من الدراسات لتفسيره بصورة قاطعة.
تقول بلاو: “مع ذلك، فإنني أعتقد بأن فرضية الدهون البنية تمارس دوراً هاماً في هذه العلاقة”.
وتُشير الإحصائيات العالمية إلى أن معدلات الإصابة بالسكري في ازدياد متسارع. فقد بلغ عدد الإصابات في العام 2015 حوالي 415 مليون إصابة حول العالم، ويتوقع الخبراء أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى 642 مليون إصابة في العام 2040.
جرى نشر نتائج الدراسة في العشرين من شهر مارس الحالي في المجلة الطبية البريطانية – أبحاث السكري والعناية به BMJ Open Diabetes Research & Care.