علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: التوحد يفاقم من خطر الإصابات عند الأطفال

توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد يواجهون خطراً متزايداً للغرق بالمقارنة مع غيرهم من الأطفال.

فقد أفاد باحثون بأن سجلات الوفيات أظهرت بأن خطر الموت غرقاً يتضاعف بمقدار 160 مرة عند الأطفال المصابين بالتوحد مقارنةً مع الأطفال الذين لا يعانون من هذا الاضطراب.

يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور جوها لي، أستاذ وبائيات الصحة بكلية الصحة العامة بجامعة كولومبيا الأمريكية: “من الضروري تدريب الأطفال المصابين بالتوحد على السباحة حالما يصلون إلى عمر 2-3 سنوات، وأن يكون ذلك أولوية قصوى حتى قبل أن يبدأ علاجهم السلوكي من التوحد. حيث إن مهارات السباحة ضرورية جداً لإنقاذ الحياة من الغرق”.

وقد توصل لي وزملاؤه إلى هذه النتائج بعد معاينة بيانات الوفاة لأكثر من 32 مليون طفل في الولايات المتحدة الأمريكية، فوجدوا أن حوالي 1370 شخصاً مصاباً بالتوحد توفي غرقاً في الفترة بين عامي 1999 و 2014.

وبحسب معدي الدراسة، فإن الأطفال المصابين بالتوحد يواجهون خطراً أكبر بثلاثة أضعاف للموت بسبب إصابة غير مقصودة.

كما وجد الباحثون بأن المتوسط العمري للأشخاص المصابين بالتوحد في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ 32 سنة، في حين أن المتوسط العمري بين التعداد السكاني العام يبلغ 72 سنة، وأن أكثر من ربع وفيات مرضى التوحد تحدث بسبب حوادث إصابات، يأتي الاختناق أو الغرق في مقدمتها.

ويعزو لي ذلك إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد كثيراً ما يتجولون بقرب الأنهار والمسطحات المائية عندما يشعرون بالقلق.

يقول لي: “ينجذب الأطفال المصابون بالتوحد إلى المسطحات المائية، مثل المسابح أو الأنهار أو البحيرات، حيث يشعرون برغبة بلمس الماء للإحساس بالراحة، وهكذا يسقطون في المياه ويغرقون”. ويُعقب لي على ذلك بالقول: “لكن لا بد من إجراء المزيد من الدراسات للوقوف تماماً على الحالة والوصول إلى استنتاجات علمية، وليس مجرد تكهنات”.

ويؤكد الخبراء على أن التوحد ليس سبباً للوفاة بحد ذاته، ولكنه سببٌ للإصابة بحالات نفسية مختلفة قد تزيد من خطر الوفاة، مثل انفصام الشخصية والاكتئاب وغيرها.

وبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC فإن التوحد هو اضطراب تطوري عصبي يُصيب طفلاً واحداً من بين كل 68 طفلاً في الولايات المتحدة الأمريكية. وتتباين الأعراض بين الأطفال المصابين، ولكنها تؤدي غالباً إلى صعوبات في التواصل مع الآخرين وبناء علاقات معهم.

وجد الباحثون بأن عدد وفيات مرضى التوحد قد تضاعف بمعدل سبع مرات في الفترة بين عامي 1999 و 2014. ولكن لي يعزو ذلك إلى تطور وسائل الكشف عن اضطراب طيف التوحد، وليس بسبب زيادة حقيقية في أعداد الوفيات، ويقول: “لقد ازدادت معدلات الكشف عن اضطراب طيف التوحد في السنوات الأخيرة، ومن الطبيعي أن نلاحظ زيادة مماثلة في أعداد الوفيات”.

جرى نشر نتائج الدراسة في الحادي والعشرين من شهر مارس الحالي في المجلة الأمريكية للصحة العامة American Journal of Public Health.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى