علوم وتكنولوجيا

انتبه لعلامات تدل على مرض أخطر من مجرد نزلة برد

نشر موقع “هيلث” الأمريكي، تقريرا تحدث فيه عن 11 مؤشرا؛ من شأنها أن تساعد على معرفة ما إذا كان الشخص مصابا بنزلة برد، أو بمرض أكثر خطورة يتطلب عناية طبية مكثفة، على غرار الأنفلونزا، أو التهاب الحلق، أو التهاب السحايا.

وقال الموقع في تقريره إنه من المهم معرفة الفرق بين أعراض نزلة البرد وبين أي مرض آخر، وذلك من خلال التعرف على مختلف المؤشرات التي تميز كل حالة مرضية. كما أنه يجب على الشخص المريض استشارة الطبيب في حال استعصى عليه تحديد مرضه، وخاصة إذا كان مصابا بالربو، أو الحساسية الشديدة، أو السكري، أو مرض كلوي، أو فيروس نقص المناعة المكتسبة، أو إحدى أمراض المناعة الذاتية.

وأشار التقرير إلى أن الأمر نفسه ينطبق على النساء الحوامل، وعلى الأطفال دون الست سنوات، والشيوخ الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 سنة، ذلك أن نزلات البرد تصيب هذه الفئات من الأشخاص بشكل مختلف، وقد تكون أكثر خطورة مقارنة بالشخص العادي.

واستعرض بعد جملة من الحوارات التي أجراها مع بعض الأطباء؛ علامات “لا يجوز تجاهلها، وعلى رأسها نزلات البرد التي تدوم أكثر من أربعة أيام، حيث تؤكد الدكتورة ميليسا لاي باكر، رئيسة قسم طب الطوارئ في كامبردج هيلث إليانس، أن نزلات البرد تميل إلى الاندثار بمفردها خلال ثلاثة أو أربعة أيام”.

وأفاد التقرير بأن نزلة البرد العادية تبدأ بالتهاب في الحلق، واحتقان على مستوى الحنجرة، ورشح بالأنف، ثم يظهر السعال، “وإثر ذلك، ومع شروع المريض في الامتثال للشفاء والتعافي من السعال وسيلان المخاط؛ تختفي باقي الأعراض في أقل من أربعة أيام. وفي هذا الإطار؛ قالت لاي باكر إنه عند الإصابة بنزلة برد؛ فمن المؤكد أنك ستتعافى بعد بضعة أيام من الراحة، وتناول السوائل، واستخدام الكلينيكس”.

وأوضح التقرير أنه “في بعض الأحيان؛ تبدأ الأعراض في الاختفاء تدريجيا، من ثم تعود للبروز من جديد”، ناقلة عن الدكتورة نافيا ميسور، طبيبة الرعاية الأولية في “وان ميديكال غروب”، قولها إن “هذا الأمر قد يكون دليلا على ارتداد المرض، أو وجود عدوى شديدة”.

وأضاف أن “الإنسان قد يصاب بنزلة برد عادية، ثم ما إن ينجح جهاز المناعة في التصدي للمرض؛ حتى يتطور إلى مرض أخطر، مثل التهاب الحلق، والالتهاب الرئوي، أو التهاب الجيوب الأنفية. وفي هذه الحالة؛ لا بد من استشارة الطبيب، وذلك حتى يحدد العلاج المناسب، وقد يضطر لوصف أدوية أخرى مثل المضادات الحيوية”.

وأوضح أن من بين الأعراض التي لا يجوز تجاهلها؛ تلك التي تظهر بعد العودة من رحلة بعيدة جدا في دولة أخرى. وفي هذا الإطار؛ أفادت ستيلا سافو، طبيبة باطنية في مستشفى مونت سيناء، والمتخصصة في الأمراض المعدية، أنه “من المرجح أن يكون الشخص العائد حديثا من السفر مصابا بعدوى غير تقليدية، لذا من المهم عند التنبه إلى مثل هذه الأعراض زيارة الطبيب”.

وقالت الدكتورة لاي باكر إن ارتفاع درجة الحرارة وارد في حالة الإصابة بنزلة برد، ولكنه ليس شائعا، وخاصة عندما ترتفع الحرارة كثيرا لتتجاوز الـ101 درجة فهرنهايت. وقد يعني ذلك أن المريض مصاب بالتهاب في الحلق، مشيرة إلى أن “التهاب الحلق من الأمراض التي يجب تمييزها عن نزلة البرد. وقد يترتب على التهاون في علاج هذا المشكل؛ الإصابة بالحمى الروماتيزمية، وقد يؤدي ذلك بدوره إلى ظهور مشاكل في القلب”.

وأورد التقرير على لسان الطبيبة ميسور، أن بعض الأعراض التي قد تتزامن مع الإصابة بنزلة برد، مثل الغثيان، والتقيؤ، والإسهال؛ قد لا يكون لها أي صلة بنزلة البرد، بل قد تشير إلى وجود مرض أخطر من ذلك. لذلك؛ من الضروري للغاية مراجعة طبيب مختص في هذه الحالات؛ لأن استمرار هذه الأعراض قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف.

وأكد أن آلام الرأس، وخاصة تلك التي يصاحبها ارتفاع في درجات حرارة الجسم، وتصلب الرقبة، قد تكون دليلا على وجود مرض التهاب السحايا، بحسب ما ورد على لسان الطبيبة ميسور. ومن جانب آخر؛ فقد يكون الصداع الضاغط، أو آلام الرأس التي من شأنها أن تسبب آلاما شديدة في منطقة الأنف والعينين؛ دليلا على وجود التهاب في الجيوب الأنفية.

وبين التقرير أن السعال عادة ما يُعد من الأعراض الطبيعية للبرد، ما لم يكن مصاحبا بكحة حادة تسبب ضيقا في التنفس، أو آلاما في الصدر. وفي هذا السياق؛ قالت الطبيبة ميسور إن “مشاكل التنفس التي تتزامن مع نزلة البرد، تدل على الإصابة بمرض التهاب القصبات، أو الالتهاب الرئوي”، مشيرة إلى أن “آلام الصدر والصعوبة المفاجئة في التنفس؛ تدل على الانسداد الرئوي”.

وأشار إلى أن هناك بعض العلامات الخطرة التي لا يجب تجاهلها، والتي تتعدى مجرد الإصابة بنزلة برد، وبينت الدكتورة سافو أن “الشعور بالألم في مكان واحد؛ مؤشر على وجود خلل ما، إذ إن نزلة البرد تؤثر على كامل الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي، في حين أن بعض الأمراض الأخرى يتموقع الألم فيها بمكان واحد عند الإصابة بها”. وعلى سبيل المثال؛ تسبب البكتيريا التهابا على مستوى الحلق، لذا يصبح من الصعب ابتلاع أي شيء، لكن ذلك لا يؤدي إلى الشعور بالألم في كامل الجسم.

وفي الختام؛ قال التقرير إنه من الصعب التمييز بين الحساسية ونزلة البرد، وذلك نظرا لتشابه الأعراض، وبينت الدكتورة لاي باكر أنه “في حال انتبهت إلى أن هذه الأعراض تزداد حدتها بعد خروجك للتنزه مع حيوانك الأليف، أو تظهر أكثر في إحدى الفصول؛ فهذا يعني أنك مصاب بالحساسية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى