يُعد الاعتلال العصبي، والذي يتظاهر بألم عصبي وإحساس بالخدر، من الاختلاطات الشائعة والمزعجة لداء السكري. وقد توصلت دراسة حديثة إلى أن بعض الأدوية قد تتفوق على أدوية أخرى في علاج الاعتلال العصبي السكري.
وبحسب الباحثين، فإن حوالي نصف مرضى السكري يعانون من شكل من أشكال الأذية العصبية بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم لديهم، وهو ما يؤدي إلى شعور بالألم والتنميل أو الخدر في الساقين والقدمين.
قام الباحثون بقيادة جولي ولدفوجل من مستشفى جون هوبكنز بمدينة بالتيمور الأمريكية بمراجعة أكثر من مائة دراسة حول تسكين الألم في سياق الاعتلال العصبي. وعثر الباحثون على دليل “متوسط” بأن مضادات الاكتئاب مثل دولوكستين (الاسم التجاري سيمبالتا Cymbalta) وفينلافاكسين (الاسم التجاري إيفيكسور Effexor) تُقلل من شدة الألم العصبي المرتبط بالسكري.
في حين لم يعثر الباحثون سوى على دليل “ضعيف” حول قدرة بوتولينيوم توكسين (الاسم التجاري بوتوكس) والأدوية المضادرة للنوبات مثل بريجابالين (الاسم التجاري ليريكا Lyrica) وأوكسكارزيبين (الاسم التجاري تريليبتال Trileptal) ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة والأفيونات غير النمطية (مثل ترامادول) في تخفيف الألم.
أما الأفيونات التقليدية مثل أوكسيكونتين و فيكودين، فلا يُنصح باستخدامها لعلاج الألم المزمن في سياق علاج الاعتلال العصبي السكري، بسبب عدم وجود أدلة على فعاليتها. أما دواء فالبروات المضاد للنوبات العصبية فلم يُثبت أي فعالية في ذلك.
ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول الموضوع ذاته، لأن الأدوية المذكورة قد تترك تأثيرات جانبية غير مرغوبة، ولم تُجرَ سوى دراسات قليلة حتى الآن حول الآثار بعيدة الأمد لهذه الأدوية.
جرى تمويل الدراسة من قبل الوكالة الأمريكية لأبحاث الرعاية الصحية والجودة، ونُشرت مؤخراً في مجلة العلوم العصبية Neurology.