توصلت دراسة أولية حديثة إلى أن التصوير بالرنين المغناطيسي قد يُحسن بشكل كبير من معدلات فرط تشخيص وفرط علاج سرطان البروستات عند الرجال المسنين.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن التصوير بالرنين المغناطيسي يُقلل من معدلات فرط تشخيص سرطان البروستات بنسبة 50 في المائة، ويُقلل من الحاجة لإجراء خزعات جراحية غير ضرورية بنسبة 70 في المائة عند الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 70 سنة.
ويُقصد بفرط التشخيص الكشف عن حالات مرضية لا تؤثر جوهرياً في حياة المريض ولا تشكل تهديداً لحياته. وسرطان البروستات هو أحد الحالات الشائعة عند المُسنين، إلا أنه غالباً ما يكون بطيء النمو ولا يُشكل تهديداً لحياة المريض.
وتبدأ إجراءات تشخيص سرطان البروستات التقليدية بأخذ عينة دموية وتحري مستويات المستضد النوعي للبروستات PSA والذي يُشير ارتفاعه إلى احتمال إصابة المريض بسرطان البروستات. وتكون الخطوة التالية هي أخذ خزعات متعددة من البروستات بوساطة إبرة، ومن ثم إرسالها إلى مخبر التشريح المرضي لفحصها.
يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور أرونت ألبيرتس، أستاذ الجراحة البولية بكلية الطب بجامعة إيراسموس الهولندية :”بما أن اختبار PSA لا يُقدم نتائج حاسمة، فإن فوائد التشخيص المبكر لسرطان البروستات بأخذ خزعات من المريض قد لا يكون مفيداً بما فيه الكفاية ليتفوق على مخاطر عملية التشخيص بحد ذاتها. وتشمل تلك المخاطر التعرض غير الضروري للأشعة والجراحة”.
ويُضيف: “ولكن يمكن لبعض المسنين أن يستفيدوا من التشخيص المبكر لسرطان البروستات، وإن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي قد يُقلل بشكل كبير من مخاطر وسلبيات الإجراءات التشخيصية”.
اشترك في الدراسة 335 رجل تزيد أعمارهم عن 70 سنة، وتوجد لديهم جميعاً مستويات مرتفعة من المستضد النوعي للبروستات PSA.
قام الباحثون بتقسم المشاركين في مجموعتين، جرى أخذ 6 خزعات من غدد البروستات لأفراد المجموعة الأولى المكونة من 177 شخصاً، في حين جرى أخذ 12 عينة من غدد البروستات لأفراد المجموعة الثانية المكونة من 158 شخصاً بالإضافة إلى صور بالرنين المغناطيسي للبروستات قبل أخذ الخزعات الجراحية منها.
وفي حال أظهرت صور الرنين المغناطيسي وجود مناطق مسرطنة لدى المريض، فسيقوم الباحثون بأخذ خزعات إضافية موجهة من البروستات.
وجد الباحثون بأن الخزعات الجراحية (سواءً كان عددها 6 أو 12) كانت قادرة غالباً على تشخيص الإصابة الخطيرة بسرطان البروستات.
كما وجد فريق البحث بأن حوالي 70 في المائة من الرجال الذين شملتهم الدراسة لم يكونوا بحاجة لإجراء خزعات نهائياً فيما لو أجري لهم تصوير بالرنين المغناطيسي أولاً، لأن التصوير لم يكن ليُظهر مناطق مثيرة للشك.
وعلى الرغم من أن صورة الرنين المغناطيسي أكثر تكلفة من اختبار PSA، إلا أنه قد يساعد على توفير الأموال على المدى البعيد، وذلك بنفس الطريقة التي ساهم فيها تصوير الثدي (الماموغرام) في توفير أموال طائلة.
جرى عرض نتائج الدراسة مؤخراً في مؤتمر الرابطة الأوربية للجراحة البولية الذي انعقد في العاصمة البريطانية لندن. ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.