توصلت دراسة حديثة إلى أن التمارين المكثفة قد تساعد البالغين على عكس بعض جوانب الشيخوخة على المستوى الخلوي.
وعلى الرغم من الفوائد المعروفة للتمارين الرياضية عند الكهول والشباب على حد سواء، إلا أن الدراسة الجديدة تُشير إلى فوائد خاصة للتمارين المكثفة عند المسنين.
وبحسب الباحثين، فإن التمارين المكثفة المقصودة هي التي تدمج بين دفعات من التمارين المجهدة مع دفعات من التمارين المتوسطة، كأن يمارس الشخص رياضة الدراجة الثابتة بشكل سريع لبضعة دقائق، ثم يخفف سرعته لدقائق أخرى، وهكذا.
وقد أظهر المسنون المشاركون في هذه الدراسة والذين مارسوا هذا النوع من التمارين الرياضية تغيراتٍ على المستوى الخلوي لم تظهر عند المسنين الذين لم يمارسوا تلك الرياضة المكثفة.
والتغيرات الخلوية المقصودة هي تحسين وظيفة الجسيمات المتقدرة (الميتاكوندريا) في العضلات، وهي وحدات الطاقة في خلايا الجسم، والتي تتحول بتفكيكها إلى عناصر غذائية تستخدم كطاقة.
كما لاحظ الباحثون بأن هذه التمارين الرياضية قد حفزت النشاط في عدد أكبر من الجينات المسؤولة عن وظيفة الجسميات المتقدرة والنمو العضلي.
ما الذي يعنيه ذلك؟
تقترح الدراسة بأن التمارين المكثفة قد تعكس عقارب الساعة إلى الوراء وتمكن الشيوخ من استعادة شيء من شبابهم، وهو شيء لا يمكن للتمارين الهوائية أن تحققه.
ويؤكد المعد الرئيسي للدراسة الدكتور كي سريكوماران نير على أن ذلك لا يعني أن ينطلق المسن فوراً ويسارع إلى أقرب نادٍ مجاور ويبدأ بممارسة رياضات مكثفة، إذا ينبغي أولاً استشارة الطبيب، ومن ثم البدء بممارسة تمارين خفيفة مثل المشي، والتدرج شيئاً فشيئاً عن طريق زيادة سرعة المشي.
اشتملت الدراسة على 73 مشارك بالغ من المسنين والكهول كان نمط حياتهم ساكناً قبل الدراسة، وجرى تقسيمهم في ثلاث مجموعات.
مارس أفراد المجموعة الأولى تمارين رياضية مكثفة بمعدل 3 مرات في الأسبوع على جهاز الدراجة الثابتة بالإضافة إلى تمارين متوسطة على جهاز المشي بمعدل مرتين في الأسبوع. في حين مارس أفراد المجموعة الثانية تمارين هوائية متوسطة بمعدل 5 مرات في الأسبوع. ومارس أفراد المجموعة الثالثة تمارين قوة فقط بمعدل مرتين في الأسبوع.
وبعد 12 أسبوعاً لاحظ الباحثون تغيرات عضلية إيجابية عند جميع المشاركين. ولكن التغير الأبرز كان في مجموعة التمارين المكثفة التي لوحظ لدى أفرادها تحسناً في وظيفة الجسيمات المتقدرة، وخاصة عند المشاركين المسنين.
وبحسب الباحثين، فقد يعني ذلك بأن التمارين المكثفة قد تكون الخيار الأفضل للمسنين. ولكن الباحثين أكدوا أيضاً على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات في هذا الصدد.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة الاستقلاب الخلوي Cell Metabolism.