توصلت دراسة حديثة إلى أن التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة وضغوط الشدة النفسية تزيد من خطر النوبات القلبية عند رجال الإطفاء.
وبحسب الباحثين فإن العمل بإطفاء الحرائق يستلزم بذل جهود جسدية استثنائية تزيد من خطر تشكل الخثرات الدموية واعتلال وظائف الأوعية الدموية، وهما عاملان يترافقان مع زيادة خطر النوبات القلبية والسكتة الدماغية.
يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور نيكولاس ميلز، رئيس قسم طب القلب والأوعية بجامعة إديبنبرغ: “تشرح نتائج دراستنا السبب الذي يجعل أمراض القلب السبب الرئيسي لوفاة الأشخاص الأكثر شجاعة. إذ تشير الإحصائيات الأمريكية إلى أن الأمراض القلبية تكون مسؤولة عن أكثر من نصف حالات الوفيات بين رجال الإطفاء في أثناء تأديتهم لواجباتهم، وأن معظم تلك الأمراض القلبية هي نوبات قلبية”.
عمد الباحثون إلى إجراء عدة اختبارات تحاكي حرائق حقيقية، وذلك بهدف تحديد التغيرات الجسدية والظروف النفسية التي يمر بها رجال الإطفاء عند إنقاذ ضحية من براثن النيران.
يقول ميلز: “لقد لاحظنا بأن درجة حرارة جسم رجل الإطفاء ترتفع بمعدل درجتين في غضون 20 دقيقة، كما يزداد لديه مستوى الهيموغلوبين مع طرح الجسم للماء وزيادة تركيز الدم”.
اشترك في الدراسة 17 رجل إطفاءٍ يتمتعون بصحة جيدة، وجرى إخضاعهم لتجربتي حريق وهمي حاول فيها المشاركون إنقاذ ضحية دمية تزن 80 كغ في درجة حرارة تصل إلى 400 مئوية.
وفي أثناء ذلك قام الباحثون بمراقبة ضغط الدم وعدد نبضات القلب لرجال الإطفاء قبل 30 دقيقة من بداية الاختبار وحتى 24 ساعة بعده. وقد أظهرت البيانات بأن العديد من رجال الإطفاء كانوا معرضين لانخفاض ضغط الدم وزيادة في مستوى التخثر.
وبحسب الباحثين، فإن هذه التغيرات تحدث بشكل رئيسي بسبب التجفاف والزيادة في تدفق الدم باتجاه الجلد كمحاولة لتبريد الجسم. وخلص الباحثون إلى أنه من الممكن تجنب العواقب السلبية لهذه التغيرات عن طريق تخفيف التعرض للحرارة وتبريد الجسم وشرب السوائل.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، يقول الدكتور ستيفانوس كيلز، الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية: “تلقي نتائج الدراسة الضوء على الشدة الملقاة على كاهل النظام القلبي الوعائي لدى رجال الإطفاء، وبالتالي ضرورة إيلاء المزيد من المراقبة والاهتمام الطبي بهذه الفئة من المجتمع والعمل على تلبية احتياجاتها الفريدة.”
جرى نشر نتائج الدراسة في الرابع من شهر أبريل الحالي في مجلة الدورة الدموية Circulation.