علوم وتكنولوجيا

المواد الكيميائية المقاومة للحرائق ترتبط بزيادة خطر سرطان الغدة الدرقية

توصلت دراسة حديثة إلى أن المواد الكيميائية المقاومة للحرائق والداخلة في تركيب العديد من مواد البناء وطلاء المفروشات المنزلية قد ترتبط بزيادة خطر سرطان الغدة الدرقية.

تقول المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة جولي آن سوسا، أستاذة الجراحة والطب بكلية الطب بجامعة ديوك الأمريكية: “يُعد سرطان الغد الدرقية أحد أكثر السرطانات انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية، وإن معظم الحالات المكتشفة حديثاً من نوع سرطان الغدة الدرقية الحليمي papillary thyroid cancer. وقد اقترحت الدراسات الأخيرة بأن العوامل البيئية قد تكون مسؤولة بشكل جزئي عن الزيادة في معدلات الإصابة بهذا النوع من السرطان”.

ركز الباحثون على فئة من المواد الكيميائية المقاومة للحرائق واسمها PBDEs وهي اختصار للمركب الكيميائي بوليبرومينيتيد ديفينيل إيثر polybrominated diphenyl ethers. وتُستخدم هذه المادة لتأخير اشتعال النيران، وتدخل في تركيب العديد من مواد البناء والمفروشات والأجهزة الإلكترونية والمنتجات البلاستيكية والاسفنج، وفي صناعة وسائل النقل مثل السيارات والطائرات.

وكانت دراسات على الحيوانات أظهرت بأن أنواعاً عديدة من المواد الكيميائية المقاومة للحرائق تؤثر سلباً في وظيفة الغدة الدرقية، وقد أراد الباحثون التحقق من صحة تلك النتائج على الإنسان أيضاً.

ولأجل ذلك، قام الباحثون بجمع عينات من غبار المنازل لأكثر من 140 مشاركاً، كان نصفهم مصاباً بسرطان الغدة الدرقية الحليمي. كان 80 في المائة من المشاركين من النساء، وذلك لأن المرض يُصيب النساء بمعدلات أكبر من الرجال. وقد أشارت بيانات المشاركين إلى أنهم عاشوا في منازلهم لأكثر من عشر سنوات متواصلة.

كما قام الباحثون بسحب عينات دموية لتقييم تعرض المشاركين لأنواع محددة من المواد الكيميائية المقاومة للحرائق.

وجد الباحثون بأن الأشخاص الذين يعيشون في منازل ترتفع فيها مستويات نوعين من مادة PBDE المقاومة للحرائق (وهما BDE-209 و TCEP) كان لديهم خطر أكبر للإصابة بسرطان الغدة الدرقية الحليمي، وذلك بمعدل ضعفين لمادة BDE-209، وبمعدل أربعة أضعاف لمادة TCEP، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين يعيشون في منازل لا تحتوي على معدلات عالية من أي من تلك المادتين.

من الجدير ذكره بأن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين التعرض للمواد الكيمائية المضادة للحرائق، وينصح الباحثون بإجراء المزيد من الدراسات لفهم حقيقة الأمر وتفسير سبب ذلك الارتباط.

جرى عرض نتائج الدراسة مؤخراً في اجتماع جمعية الغدد الصم بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى