توصلت دراسة حديثة إلى أن البنية العضلية الأكثر قوة تترافق مع ذاكرة أقوى عند الطفل. واشتملت الدراسة على 79 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 9-11 سنة، ووجد الباحثون بأن الرشاقة العضلية ترتبط بشكل مباشر مع تحسن أداء الذاكرة ودقتها. وتعزز هذه النتائج ما توصلت إليه دراسات سابقة من أن رشاقة الأطفال ترتبط مع تحسن الأداء الأكاديمي ومهارات التفكير عند الأطفال.
يقول المعد المساعد للدراسة تشارلز هيلمان، أستاذ الطب النفسي والعلوم الصحية بجامعة نورث ويسترن بمدينة بوسطن الأمريكية: “يستفيد الأطفال من التمارين الرياضية بطرق عديدة، فهي تساعدهم على بناء أجسادهم، وتعزيز صحة عقولهم. وللأسف فإن طبيعة الأنماط المعيشية السائدة حالياً أدت إلى زيادة معدلات البدانة بين الأطفال وقلة ممارستهم للنشاطات الجسدية وتراجع رشاقتهم. ولذلك فإنه من المهم التركيز على نتائج دراستنا والدراسات المماثلة للتأكيد على أهمية الرياضة في حياة الأطفال”.
وبحسب مجلس الرشاقة والرياضة والتغذية، فإن ما نسبته 1 من كل 3 أطفال في الولايات المتحدة الأمريكية يمارسون نشاطات جسدية بشكل يومي. ومن أحد الأسباب لهذه النسبة الضعيفة هو إمضاء الطفل ما يقرب من 7.5 ساعة يومياً أمام الشاشات بمختلف أنواعها (تلفزيون، حاسب شخصي، ألعاب فيديو، حاسب كفي، جهاز هاتف ذكي).
أجرى الأطفال المشاركون في الدراسة تقييماً للياقة العضلية واللياقة الرياضية، اشتملت على تمارين لنصف الجسم العلوي ونصف الجسم السفلي وتمارين رياضية أساسية. كما جرى تقييم الإنجازات الأكاديمية للأطفال واختبار ذاكرتهم من خلال فحوص متنوعة.
وجد هيلمان وزملاؤه بأن الأطفال المشاركين الذين كانوا يتمتعون بمستويات أعلى من اللياقة البدنية قد حصلوا على نقاط أعلى أيضاً في اختبارات الذاكرة والرياضيات. كما وجد الباحثون أيضاً بأن الرشاقة العضلية ترتبط بشكل مباشر مع أداء الذاكرة (ولكن ليس مع الأداء الأكاديمي).
أكد هيلمان على أن اختبارات اللياقة العضلية المتبعة في التجربة كانت مشابهة لأنماط النشاط الجسدي التي يقوم بها الطفل بشكل اعتيادي في حياته.
وأشار هيلمان إلى أن الذاكرة العملية لدى كل من الذكور والإناث قد استفادت من الرشاقة العضلية.
ويؤكد الباحثون على أن الدراسة لم تثبت العلاقة بين النشاط الجسدي وتعزيز الذاكرة والأداء الأكاديمي من خلال علاقة سبب ونتيجة، وإنما مجرد ارتباط يحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات لتفسيره.