علوم وتكنولوجيا

هل يُمكن أن يُؤثِّر تدخين الحامِل في خطر التوحُّد عندَ أحفادِها لاحقًا

أشارَت دِراسةٌ بريطانيَّةٌ حديثةٌ إلى أنَّ خطرَ التدخين في أثناء الحمل لا يقتصِر على صحَّة الأمّ وحدها، بل يُمكن أن يُؤثِّر في صحَّةِ أحفادها، خُصوصًا بالنسبة إلى خطر الإصابة بالتوحُّد.

قالت مُساعِدةُ مُعدّ الدراسة جين غولدنغ، من جامعة بريستول: “نحنُ نعلم أنَّ وِقايةَ الصغير من دُخان التَّبغ من أفضل الأشياء التي تستطيع الأم تقديمها لهُ ليبدأ حياته بشكلٍ سليمٍ، ووجدنا في دراستنا أنَّ عدمَ التدخين في أثناء الحمل يُمكن أن يمنحَ الأحفاد بِدايةً أفضل أيضًا”.

ولكن، نوَّهت أليسيا هالادي من مؤسسة علوم التوحُّد إلى أنَّ الدراسةَ لا يُمكن أن تُبرهِن على علاقة سببٍ ونتيجةٍ، ولكن تبقى النتيجةُ غير مُستبعدة، فهي تعتقِد أنَّه عندما تُدخِّن الحامل، يُمكن أن يُؤثِّر هذا في تخلُّق بويضة الجنين الأنثى في الرَّحِم، وقد يُؤثِّر هذا بدوره في زيادة خطر التوحُّد عندَ أطفالها لاحقًا.

تفحَّصَ الباحِثون بياناتٍ لأكثر من 14500 طفلٍ وُلِدوا في بريطانيا في أثناء تسعينيات القرن الماضي، ووجدوا أنَّ البناتِ اللواتي دخَّنت جداتهنَّ في أثناء الحمل واجهن زيادةً في خطر التوحُّد بنسبة 53 في المائة، كما كُنَّ أكثر عُرضةً بنسبة 67 في المائة لأن تظهرَ لديهنَّ أعراض ترتبِط بِسمات بالتوحُّد، مثل ضعف مهارات التواصل الاجتماعيّ وأنماط السلوك المتكرِّر.

قالَ الباحِثون إنَّ التعرُّضَ إلى دُخان السَّجائر في الرَّحِم يُمكن أن يُؤثِّر في تخلُّق بويضات الجنين الأنثى، ويُؤدِّي إلى تغيُّراتٍ قد تُؤثِّر في تخلُّق أطفالها في نِهاية المطاف.

ولكن، أكَّد الباحِثون على الحاجة إلى مزيدٍ من الأبحاث لتحديد ما هي تلك التغيُّرات الجُزيئيَّة، ومعرفة ما إذا كان نفسُ الارتباط يحدُث عند فئات أخرى من البشر.

قال الدكتور أندريو أديسمان، من مركز كوهين الطبِّي للأطفال في نيويورك: “هناك أسبابٌ كثيرة جدًا لتجنُّب التدخين، وتُقدِّم هذه الدراسةُ سببًا جديدًا، فالنساءُ اللواتي يُدخِّنَ في أثناء الحمل يضعهنَ أحفادهنَّ في مواجهة خطر الإصابة بطيف اضطراب التوحُّد، حتى إن كانت هذه الزيادةُ في الخطر بسيطةً”.

قالت هالادي: “من الصَّعب على العلماء تقييم كيف يُؤثِّرُ السلوكُ في أجيال مُتعدِّدة لذرية المرأة، ناهيك عن أنَّ معظمَ الأبحاث في هذا المجال كانت على نماذِج حيوانيَّة؛ ولكن، ساعدتنا البياناتُ في هذه الدراسة على تقييم التعرُّض عندَ الجدَّات”.

قالَ الباحِثون إنَّ البياناتِ التي تفحَّصوها كانت مُفصَّلة بشكلٍ جيِّدٍ، ممَّا ساعدهم على استبعاد العوامل الأخرى المحتَملة التي قد تُسهِمُ في خطر التوحُّد عندَ الأحفاد.

يجب التنويهُ إلى أنَّ طيفَ اضطراب التوحُّد يُصِيبُ نحو طفلٍ من بين 68 طفلًا في الولايات المتَّحِدة، ويكون نصيب الأولاد أكثرَ من البنات غالبًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى