نشرت صحيفة “أرغومينتي إفاكتي” الروسية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على الذاكرة، التي تعد من بين أبرز العمليات المعقدة التي يقوم بها الدماغ، وما قد تتعرض له من اضطرابات، فضلا عن أسباب ذلك وكيفية التعامل معه.
وقالت الصحيفة، في تقريرها إن الإنسان يولد ولديه قدرة فريدة من نوعها على التذكر.
وتجدر الإشارة إلى أن قدرات الذاكرة لدى الإنسان تستمر في التطور لحين بلوغه سن الـ25، وعند بلوغه سن الشيخوخة، يعاني عادة الأشخاص من تدهور الذاكرة.
وذكرت الصحيفة أن العديد من الأفراد لا يعانون من مشاكل في الذاكرة على الرغم من تقدمهم في السن، مما يكشف أن المعتقد السائد الذي يقول بأن تدهور الذاكرة مرتبط بالتقدم في السن، مجرد ادعاءات وهمية.
في المقابل، يشكو العديد من الأشخاص في مقتبل العمر من مشاكل حقيقية على مستوى الذاكرة، مما يستدعي إما التوجه إلى الطبيب أو مجابهة هذه الأعراض وحسن التعامل معها.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء يعملون جاهدين لاكتشاف آليات وخصوصيات عمل الذاكرة، وفهم أدق تفاصيلها. وفي الأثناء، تعد عملية التذكر معقدة للغاية، حيث تشمل التخزين والحفظ والاسترجاع، وإلى حد الآن لم يتم التعرف على كيفية عمل الذاكرة على نحو دقيق.
وأكدت الصحيفة أن الذاكرة تعتبر قدرة مميزة في الدماغ حيث تسمح له بتخزين المعلومات واسترجاعها. وتخضع الذاكرة للعديد من التصنيفات وفقا لمدة تخزينها للمعلومات وطبيعتها ومدى قدرتها على استرجاع الحالات الشعورية. عموما، يتم تنشيط الذاكرة بالاعتماد على نشاط الخلايا العصبية والتغييرات التي تتأثر بها هذه الخلايا والتي تؤثر بدورها على مدى نشاط الذاكرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن من أهم الأسباب المؤدية لضعف الذاكرة، التوتر والاكتئاب لفترات طويلة بالإضافة إلى قلة النوم والتعب المزمن، علاوة على شرب الكحول والتدخين. فضلا عن ذلك، يؤثر عدم تدفق الدم إلى الدماغ بشكل كاف في وظيفة الذاكرة، وفقا لما أكدته العديد من الأبحاث والتقارير الطبية.
وأكدت الصحيفة أن الإنسان عند التقدم في العمر، عادة ما يواجه مشاكل على مستوى الذاكرة، نظرا لتدهور عمل نظام القلب والأوعية الدموية. من جهة أخرى، من الضروري أن يحذر الإنسان من الإصابة على مستوى الرأس التي يصاحبها شعور بالصداع، إذ قد ينذر ذلك بوجود اضطرابات في الذاكرة.
وأضافت الصحيفة، أن العلماء اكتشفوا أن اضطرابات الذاكرة يمكن أن تكون ناتجة عن الحالات النفسية والاضطرابات العاطفية.
علاوة على ذلك، يعتبر الأشخاص العصّبيون وسريعو الغضب الذين يعجزون عن التركيز من أكثر الأفراد عرضة للإصابة باضطرابات الذاكرة.
وأوضحت الصحيفة أنه في حال واجه الشخص بعض المؤشرات الجسدية أو النفسية التي تم ذكرها آنفا، فعليه التوجه للطبيب أو اتباع بعض الطرق التي قد تساعده في تحسين ذاكرته.
وقدمت الصحيفة العديد من النصائح للتعامل مع اضطرابات الذاكرة. فمن المهم جدا أن تحاول تحسين عملية تدفق الدم إلى الدماغ، نظرا لأن هذه الطريقة الأسهل والأكثر فعالية لتحفيز الذاكرة. وفي مثل هذه الحالة، ينبغي استشارة طبيب مختص حتى يمدك بالنصائح اللازمة لتحسين تدفق الدورة الدموية.
وأضافت الصحيفة، ثانيا، ضرورة نيل قسط كاف من النوم، خاصة أن العديد من الدراسات كشفت أن للنوم تأثيرا إيجابيا جدا على الذاكرة. كما أثبت أن أغلب الأشخاص يتمتعون بالقدرة على التذكر بنحو أفضل في الصباح.
وأشارت الصحيفة، ثالثا، إلى مدى أهمية حل المسائل المنطقية والألغاز والكلمات المتقاطعة والألعاب التي تعتمد على التفكير. حقيقة، تحافظ مثل هذه الممارسات على نشاط الدماغ، فضلا عن أنها تحفز قدرات الذاكرة وتساهم في تدفق الدم للدماغ بشكل سليم.
وقالت الصحيفة، رابعا، إن الحفظ عن ظهر قلب يعد من أهم أساليب تحفيز الذاكرة. لذلك، ينصح العلماء بحفظ بيت واحد من الشعر كل يوم لتحسين الذاكرة.
وأوردت الصحيفة، خامسا، أنه وأثناء قراءة أحد الكتب أو صحيفة ما من الممكن أن تتوقف عند كل فقرة وتطرح السؤال التالي؛ ما المراد به هنا؟ وذلك حتى تحافظ على قدرة الدماغ على التركيز.
وأكدت الصحيفة، سادسا، أن الذاكرة هي جزء من وظائف الدماغ المتعددة. وبالتالي، وبغية تحسين وظائف الذاكرة من الممكن تنشيط الدماغ ببعض تمارين الجمباز.
وفي الختام، أفادت الصحيفة أن الذاكرة تأخذ في التدهور بشكل تدريجي مع التقدم في العمر، لذلك، من الأفضل العمل على الحفاظ على سلامة ونشاط الذاكرة، في سن مبكرة، وتجنب العوامل التي تؤثر سلبا على وظائفها.