نشرت صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية، تقريرا حول كيفية تجنب حالات السمنة لدى الأطفال، من خلال اتباع ثلاث عادات يومية.
وقالت الصحيفة في تقريرها ، إن دراسة قام بها باحثون في جامعة ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، كشفت عن أن 18.3 بالمئة من الأطفال بين سن السادسة والتاسعة؛ يعانون من مشكلة السمنة.
وأوضحت أن الحرص على عادات ثلاث؛ هي أن ينام الأطفال في نفس التوقيت، وأن يتبعوا نظاما غذائيا منظما، وأن يخفضوا من عدد الساعات التي يقضونها أمام التلفزيون أو الهاتف الذكي؛ من شأنه أن يقلص من احتمال إصابتهم بالسمنة.
وذكرت أن هذه العادات الثلاث تساهم في تحسين “الصحة العاطفية” للطفل، خلال مرحلة ما قبل المدرسة.
وأضافت أن هذا المؤشر يحد أيضا من إمكانية الإصابة بالسمنة، وهي المشكلة التي تجتاح صفوف الأطفال في عصرنا الحالي، لافتة إلى أن الباحثين في جامعة ولاية أوهايو توصلوا إلى هذه النتائج من خلال تحديد العلاقة القائمة بين العادات التي يمارسها الطفل في وقت مبكر، وبين مشاكل السمنة المحتملة.
وبينت الصحيفة أنه “خلال هذه التجارب؛ قيم الباحثون مدى تأثير المواظبة على اتباع العادات اليومية الثلاث على صحة مجموعة من الأطفال في المستقبل. وفي مرحلة تالية؛ قارن الباحثون هذه النتائج بنتائج تجارب طبقت على مجموعة من الأطفال الذين سمح لهم آباؤهم باختيار النظام الذي ستقوم عليه هذه العادات. وأخيرا؛ تحقق الباحثون من تأثير سلوك كل مجموعة على صحتهم عند بلوغهم سن الحادية عشرة”.
وتابعت: “خلال هذه الدراسة التي شملت حوالي 10 آلاف و955 طفلا؛ لاحظ الباحثون أن من بين المجموعة الأولى من الأطفال البالغين من العمر ثلاث سنوات؛ حافظ حوالي 41 بالمائة منهم على عادة تنظيم وقت النوم. وفي نفس هذه المجموعة؛ اتبع 47 بالمائة منهم عادة المواظبة على نظام غذائي منظم، بينما حافظ 23 بالمائة منهم فقط على عادة مشاهدة مقاطع الفيديو والتلفاز لمدة ساعة واحدة في اليوم. وعند بلوغ هذه المجموعة سن الحادية عشرة؛ أصبح ستة في المائة منهم فقط يعانون من مرض السمنة”.
وقالت الصحيفة إن الأطفال الذين أظهروا مؤشرات السلامة العاطفية والنضج العاطفي؛ أقل عرضة للإصابة بالسمنة. وفي المقابل؛ يعد الأطفال الذين ظهرت عليهم علامات اضطراب الصحة العاطفية أو التقلبات العاطفية؛ أكثر عرضة للإصابة بالسمنة في وقت لاحق.
ونقلت عن الأستاذة في كلية الصحة العامة بجامعة ولاية أوهايو، سارة أندرسون، قولها إن “الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عاطفية خلال سن الثالثة؛ هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السمنة في سن الحادية عشرة”.
وأوضحت الصحيفة أن أندرسون وزملاءها اكتشفوا أيضا أن لتأخر وقت النوم الاعتيادي، حتى بمعدل ساعة، خلال مرحلة ما قبل المدرسة؛ له تداعيات سلبية على صحة الطفل، وأن هذه العادة تتسبب في زيادة احتمال الإصابة بالسمنة عند بلوغهم سن الحادية عشرة.
وبينت أن دراسات سابقة توصلت إلى أن النوم لساعات كافية بالنسبة للأطفال، وتناولهم لوجبات الطعام برفقة عائلاتهم، فضلا عن فرض قيود على الساعات المقضية أمام الشاشات؛ هي عادات من شأنها أن تحد من نسب السمنة لدى الأطفال.
ونقلت عن أندرسون قولها إن “النوم عادة مهمة، وهي من الجوانب الضرورية بالنسبة للأطفال”، مشيرة إلى أن “العديد من الآباء لا زالوا يجهلون أهمية تأثير النوم على التمثيل الغذائي، في حين تؤكد العديد من الدراسات العلاقة الوثيقة التي تربط بين السمنة وقلة النوم”.
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إنه من المستحيل التأكيد من خلال هذه البحوث على أن العادات اليومية المنتظمة تمنع قطعا الإصابة بالسمنة، ولا يمكن إنكار التأثير الإيجابي لهذه العادات على الصحة العاطفية للطفل.