توصلت دراسة حديثة إلى أن فوارق معدلات الاكتئاب بين الذكور والإناث تبدأ بالظهور في عمر 12 سنة تقريباً…
تقول جانيت هايدي، أستاذة الطب النفسي والباحثة في مجال الفوارق الجنسية وشؤون المرأة بجامعة ويسكنسون ماديسون الأمريكية: “لقد وجدنا بأن معدلات إصابة النساء بالاكتئاب تفوق نظيرتها عند الرجال بنسبة الضعفين. وعلى الرغم من أن هذه النتيجة ليست بجديدة على الوسط العلمي، إلا أنها المرة الأولى التي يجري إثباتها من خلال دراسة ضخمة.”
وأضافت هايدي: “نود التأكيد على ضرورة عدم تصنيف هذا المرض كمرض خاص بالنساء رغم ارتفاع نسبة المصابات به مقارنةً مع الرجال، فحوالي ثلث الإصابات به تحدث بين الرجال أيضاً.”
قام الباحثون بمراجعة بيانات دراسات سابقة اشتملت حوالي 3.5 مليون شخص في أكثر من 90 بلداً حول العالم.
تحرّى الباحثون عدد حالات الاكتئاب الكبرى المُشخّصة، بالإضافة إلى الأعراض التي أفاد المشاركون أنفسهم عن الشكوى منها دون أن ترقى إلى درجة الإصابة بالاكتئاب، مثل الشعور بالحزن والغم.
وجد الباحثون بأن الاكتئاب يُصيب النساء بمعدلات أعلى من الرجال.
كما وجدت الدراسة بأن هذه الفوارق بين الذكور والإناث تبدأ في عمر 12 سنة تقريباً، أي أبكر بسنتين أو ثلاث سنوات مما كان يُعتقد سابقاً.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن هذا الفارق يتقلص بعد تخطي مرحلة البلوغ، ولعل التقلبات الهرمونية المترافقة مع دخول الفتيات في سن البلوغ، بالإضافة إلى التبدلات الحاصلة في وسطهن الاجتماعي، وزيادة احتمال تعرضهن لتحرشات جنسية، هي السبب في ارتفاع معدلات الاكتئاب لديهن.
تقول هايدي: “إن جهود الوقاية من إصابة الفتيات بالاكتئاب ينبغي أن تبدأ قبل سن الثانية عشرة. ومن جهةٍ أخرى فإن علاج الاكتئاب هو أمر ممكن تماماً، ولا داعي لأن تواجه الفتاة المخاطر الكبيرة المترافقة مع الإصابة به.”