توصلت دراسة حديثة إلى أن العديد من الناجيات من سرطان عنق الرحم يعانين من الإرهاق والأرق والهبات الساخنة لعدة سنوات بعد تعافيهنّ من المرض.
ولكن الباحثين أشاروا من جهةٍ أخرى إلى أنه من الصعب معرفة ما إذا كانت تلك الأعراض ناجمة عن السرطان بحد ذاته أو الآثار الجانبية لعلاج السرطان.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة ستيفاني سميت، الطبيبة المقيمة بقسم العلاج الشعاعي للأورام بكلية الطب بجامعة فيينا النمساوية: ” أعتقد بأن الأعراض في معظم الحالات تكون ناجمة عن عوامل مختلفة، ولا يمكن حصرها في سبب واحد.”
اشتملت الدراسة على حوالي 1200 امرأة تتراوح أعمارهن بين 22-91 سنة، بمعدل عمر وسطي يبلغ 49 سنة، وقد جرى علاجهن من حالة سرطان عنق رحم متقدمة موضعياً، ثم جرت متابعتهنّ لمدة 27 شهراً.
وفي أثناء فترة المتابعة تلك، أفادت 64 في المائة من المشاركات عن إرهاق حدث لمرة واحدة على الأقل، في حين أفادت 50 في المائة منهن عن هبات ساخنة، وأفادت 43 في المائة منهن عن حالة أرق. وكانت معظم الأعراض تلك تتراوح بين الخفيفة إلى المتوسطة. أما الأعراض الشديدة والمعيقة لأداء المهام اليومية فقد بلغت نسبتها 4 في المائة عند النساء المصابات بالإرهاق، و2 في المائة عند النساء المصابات بالهبات الساخنة، و3 في المائة عند النساء المصابات بالأرق.
تقول سميت: “لقد أظهرت دراستنا بأن ما نسبته 50 في المائة من النساء المصابات بحالات متقدمة موضعياً من سرطان الرحم يعانون في وقت ما من أعراضٍ خفيفة إلى متوسطة من الإرهاق أو الأرق أو الهبات الساخنة. ويمكن لهذه الأعراض أن تؤثر بشكل كبير في حياة المريضة اليومية، سواءً من الناحية المهنية أو العائلة أو الاجتماعية.”
وتختم سميت بالقول: “ينبغي أن تحفز هذه النتائج الباحثين على إيجاد حلول لهذه الأعراض، خاصةً أن تقدم وسائل العلاج الشعاعي قد أتاح للعديد من مريضات سرطان عنق الرحم البقاء على قيد الحياة لسنوات طويلة، ما يعني ضرورة العمل على علاج المشاكل التي تواجههن بعد العلاج.”