توصلت دراسة حديثة إلى أن الألم في أعلى الفخذ والإحساس بالخدر الذي يشتكي منه بعض راكبو الدراجات المحترفون لا يُشكل ضرراً على صحتهم الجنسية أو الوظائف البولية.
يقول الدكتور كيفن ماكفاري، الناطق باسم الرابطة الأمريكية للأمراض البولية ورئيس قسم الأمراض البولية بكلية الطب بجامعة إيلينوي الأمريكية: “مع تزايد شعبية رياضة ركوب الدراجات كهواية أو رياضة احترافية، من الضروري أن يدرك الجميع عدم وجود ارتباط بين ممارسة هذه الرياضة وزيادة خطر الأمراض البولية أو تراجع كفاءة الوظائف التناسلية. ويمكن للرجال والنساء على حد سواء الاستفادة من هذه الرياضة دون الخشية من تأثيرات سلبية على الوظائف البولية أو الأداء الجنسي.”
وبحسب الباحثين، فإن الضغط المستمر على المنطقة الإربية (أعلى الفخذ)، يمكن أن يكون مؤلماً ويسبب انعدام الإحساس مؤقتاً في تلك المنطقة. وكانت دراسات سابقة خلُصت إلى أن الألم الإربي قد يؤدي إلى مشاكل في الانتصاب عند الذكور، وقد يؤثر سلباً في الصحة الجنسية عند النساء.
ولتحرّي الأمر، قام الباحثون باستجواب 4000 رجل جميعهم أعضاء في أندية رياضية حول العالم، كان حوالي 63 في المائة منهم من راكبي الدراجات الذين لا يمارسون رياضة السباحة أو الجري، وكان 37 في المائة منهم سباحين أو عدّائين لا يمارسون رياضة ركوب الدراجات.
وجّه الباحثون أسئلة للمشاركين حول نشاطاتهم الجسدية وصحتهم الجنسية وأعراض مشاكل البروستات. خلُصت نتائج الدراسة إلى عدم وجود اختلاف في نسبة الأعراض البولية أو المشاكل الجنسية بين كلا المجموعتين من الرياضيين، إلا أن راكبي الدراجات كانوا أكثر عرضة للإصابة بخَدَر في منطقة العجان (عند التقاء الفخذين)، بغض النظر عن نوع مقعد الدراجة المُستخدم.
كما أشار الباحثون إلى أن راكبي الدراجات حققوا درجات أعلى على صعيد الصحة الجنسية مقارنةً مع باقي الرياضيين. واستنتج الباحثون بأن فوائد ركوب الدرجات لصحة القلب تفوق المخاطر التناسلية المحتملة لتلك الرياضة.
وفي دراسة أخرى منفصلة اشتملت على حوالي 2700 امرأة رياضية، وجد الباحثون بأن ركوب الدراجات لا يترك تأثيرات سلبية واضحة على الصحة البولية أو التناسلية عند النساء اللواتي يمارسن هذه الرياضة.
كما وجد الباحثون، بناءً على نتائج استجواب قامت النساء بالإجابة عن أسئلته، بأن الصحة الجنسية لراكبات الدراجات كانت أفضل من باقي زميلاتهنّ. وأن الأعراض البولية لم تختلف بين النساء المشاركات في الدراسة.
ولكن الدراسة خلُصت أيضاً إلى أن راكبات الدراجات يواجهن خطراً أكبر للإصابة بعدوى المسالك البولية، وأن النساء اللواتي يركبن الدراجات بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع أو أكثر وعلى مدى أكثر من سنتين يواجهن خطراً أكبر للشكوى من الخَدَر العجاني والألم في المؤخرة.
وكان الباحثون قد عرّفوا الاستخدام المكثف للدراجة بأنه ركوب الدراجة لأكثر من سنتين وبمعدل يزيد عن ثلاث مرات أسبوعياً، يقطع الدرّاج فيها مسافة 40 كم يومياً بشكل وسطي.
البث المباشر