أفاد أطباء من مدينة فيلادلفيا الأمريكية بأنهم تمكنوا من علاج عدوى التهاب الكبد سي عند 10 مرضى جرت لديهم عمليات زراعة كلى من متبرعين مصابين بهذا الفيروس.
وتعني هذه النتائج، في حال التأكد منها، إمكانية الاستفادة من مئات الكلى المتبرع بها والتي لم يكن من الممكن استخدامها مسبقاً بسبب إصابة أصحابها بالتهاب الكبد سي.
يقول المعد المساعد للدراسة الدكتور ديفيد جولدبيرج، الأستاذ المساعد بقسم وبائيات الصحة بكلية الطب بجامعة بنسلفانيا الأمريكية: “تشير نتائج دراستنا إلى إمكانية علاج هذه الفيروسات بعد نقل الكلية إلى المريض وإصابته بالعدوى. وفي حال تأكدت هذه النتائج بدراسات أخرى، فقد تساعد آلاف المرضى على الحصول على كلية بعد أن أعيتهم الحيلة في ذلك.”
وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 97 ألف مريض يحتاجون إلى زرع كلية في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وأن العديد منهم ينتظرون خمس سنوات أو أكثر ريثما يحصلون على كلية من متبرع مناسب.
وكانت الكلى المُقدمة من متبرعين مُصابين بالتهاب الكبد سي تُعد غير مناسبة لعملية الزرع. إلا أن باحثين بجامعة بنسلفانيا الأمريكية أطلقوا في العام 2016 دراسةً لتحري فعالية هذا الإجراء.
جرى منح كلى من متبرعين مُصابين بالتهاب الكبد سي لمرضى مرشحين لزراعة الكلى تتراوح أعمارهم بين 40-60 عاماً، كانوا قد انتظروا لست سنوات على الأقل دون الحصول على كلية. وطلب الباحثون من المرضى وأهاليهم التوقيع على موافقة بالخضوع لهذه العملية بعد فهم المخاطر المحتملة لها.
يقول جولدبيرج: “لقد بدأنا هذه التجربة على أمل أن نوفر المزيد من الكلى الصالحة للزراعة للمرضى الذين يحتاجونها، ونأمل في حال نجاحها أن توفر مئات أو آلاف الكلى الضرورية لإنقاذ حياة المرضى، والتي جرى اعتبارها سابقاً على أنها غير صالحة للزراعة أو ذات خطر عالي.”
بعد زراعة الكلى لدى المرضى، أجري لهم تحليل لتشخيص إصابتهم بالتهاب الكبد سي، ثم جرت معالجتهم لمدة 12 أسبوعاً بمضاد فيروسي يُدعى إيلباسفير/جرازوبريفير elbasvir/grazoprevir أو زيباتير Zepatier.
وأشارت بيانات الدراسة إلى أن العلاج كان فعالاً في شفاء جميع المرضى من التهاب الكبد سي.
يقول المعد المساعد للدراسة الدكتور بيتر ريسي، الأستاذ المساعد بقسم وبائيات الصحة بكلية الطب بجامعة بنسلفانيا ورئيس لجنة أخلاقيات التبرع بالأعضاء البشرية: “لطالما ارتبطت الإصابة بالتهاب الكبد سي بوصمة عار سلبية للمريض، وخاصةً عند الأطباء. ولذا فإنه من الجيد أن نرى إمكانية تجاوز ذلك واستخدام كلية مريض بالتهاب الكبد سي لنقلها إلى مريض آخر يحتاج الكلية، دون الخوف من انتقال العدوى بالتهاب الكبد إليه.”
ويُضيف: “لقد كنا نخشى من أن تنتقل العدوى بالتهاب الكبد إلى المرضى دون أن نتمكن من علاجها، ولكننا تمكنا بالفعل من علاج التهاب الكبد لديهم، وتمكن جميع المرضى من العودة إلى حياتهم الطبيعية بعد نجاح عملية الزرع.”
البث المباشر