أفاد باحثون تايوانيّون بأنهم تمكنوا من استخلاص دواء مميع للدم من سُم إحدى الأفاعي التي يُطلق عليها “أفعى حفرة واغلر”، وقد أظهر الدواء الجديد فعاليةً عند الفئران، بما قد يشكل بديلاً آمناً عن مضادات التميع الحالية المستخدمة عند البشر.
ولعل فكرة استخلاص مميع الدم من سم الأفاعي ليست جديدة، فمن المعروف مسبقاً بأن آلية عمل سم الأفعى تكون غالباً عن طريق تعطيل آليات التخثر في الدم.
قام فريق البحث بقيادة تور-فو هوانغ، اختصاصي الصناعات الدوائية بالجامعة الوطنية التايوانية، بالتركيز على سم أفعى حفرة واغلر (واسمها العلمي Tropidolaemus wagleri) وهي أفعى تنتشر في مناطق شرق آسيا، وتُدعى أيضاً بأفعى المعابد.
يحتوي سم هذه الأفعى على بروتين يُطلق عليه اسم ترواجليركس trowaglerix، وقد نجح العلماء بتصميم بروتين جديد بالاستناد إليه قادر على التوضع على سطح الصفيحات الدموية (التي تمارس دوراً رئيسياً في تخثر الدم) وإعاقة عملها.
وكان من نتائج استخدام هذا الدواء عند الفئران منع الصفيحات الدموية من التخثر، وتباطؤ زمن تشكل الخثرة الدموية، وذلك بالمقارنة مع الفئران غير المعالجة. إلا أن الفئران المعالجة بالدواء لم تواجه خطر النزف مقارنةً مع الفئران غير المعالجة.
من الجدير ذكره بأن التجارب المُجراة على الحيوانات قد لا تُعطي نفس النتائج عند إجرائها عند البشر.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، يقول الدكتور كيفن مارزو، اختصاصي الأمراض الوعائية بجامعة نيويورك الأمريكية: “تُستخدم مميعات الدم في إنقاذ أرواح العديد من مرضى النوبات القلبية، وتعمل عن طريق تثبيط الصفيحات الدموية من تشكيل خثرة. ولكن هذه الأدوية تزيد من احتمال النزف الدموي الخطير. أما في حالة الدواء الجديد، فإن فائدته العظمى تكمن في تدني خطر النزوف الدموية بسببه، وبالتالي فهو يستحق إجراء المزيد من الأبحاث لرؤية ما إذا كان من الممكن الاستفادة منه عند البشر.”
جرى نشر نتائج الدراسة في الثامن من شهر يونيو الحالي في مجلة التخثر والبيولوجيا الوعائية Thrombosis and Vascular Biology.