توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يمضون وقتاً طويلاً في استخدام هواتفهم الذكية، والنقر والسحب على شاشاتها، قد يزيدون بسلوكهم هذا من خطر إصابتهم بمتلازمة النفق الرسغي carpal tunnel syndrome، وهي حالة مرضية مؤلمة تصيب اليد والمعصم.
ففي دراسة اشتملت على حوالي 500 طالب جامعي، عثر الباحثون على ارتباط بين الاستخدام المكثف للهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الذكية الكفية، وزيادة خطر الإصابة بألم المعصم واليد (متلازمة النفق الرسغي) دون أن يُثبتوا ذلك من خلال علاقة سبب ونتيجة.
يقول المعد الرئيسي للدراسة بيتر وايت: “تشير نتائج دراستنا إلى ضرورة الانتباه عند استخدام الأجهزة الإلكترونية الكفية بهدف التخفيف من خطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.”
قام الباحثون بتجنيد 500 طالب من جامعة هونغ كونغ للاشتراك في الدراسة، وجرى توزيعهم في مجموعتين: مجموعة الاستخدام المُكثف للأجهزة الإلكترونية الذكية (الذي يستخدمونها لمدة خمس ساعات أو أكثر يومياً)، ومجموعة الاستخدام غير المكثف للأجهزة الذكية (الذين يستخدمونها لأقل من خمس ساعات يومياً). وقد شملت الأجهزة الإلكترونية كلاً من الهواتف الذكية والأجهزة الكفية (التابلت) ومنصات الألعاب اليدوية.
أفاد 54 في المائة من أفراد مجموعة الاستخدام المكثف عن آلام عضلية هيكلية وحس انزعاج في اليد، مقارنةً مع 12 في المائة فقط من أفراد الاستخدام غير المكثف، وكلما كان استخدام الشخص للجهاز الذكي أكبر، كلما ازدادت شدة أعراضه وازداد زمنها.
وعن تفسير تلك النتائج، قال الباحثون بأن تصميم الهاتف أو الجهاز الإلكتروني الذكي يتطلب استخداماً متكرراً للأصابع في النقر والسحب على شاشة الجهاز، مما يؤدي إلى تضخم وتسطح العصب المتوسط بالإضافة إلى تورم أحد الأربطة الأساسية في المعصم.
وللوقاية من ذلك، ينصح الباحثون بالحفاظ على استقامة المعصم ما أمكن عند استخدام الأجهزة الذكية.
جرى نشر نتائج الدراسة في الحادي والعشرين من شهر يونيو في مجلة العضلات والأعصاب Muscle and Nerve.