لطالما حذر الأطباء والهيئات الصحية من تدخين الأمهات في أثناء الحمل. وقد خلُص باحثون مؤخراً إلى سبب إضافي يدعو إلى امتناع الأمهات الحوامل عن التدخين، وهو أن التدخين في أثناء الحمل يرتبط مع زيادة خطر إصابة الأطفال باضطرابات سلوكية في عمر المراهقة، وجنوحهم نحو الجريمة أو العنف.
اشتملت الدراسة على آلاف الأشخاص في منطقة نيو إنجلاند في الولايات المتحدة الأميركية الذين جرى تتبعهم منذ الولادة وحتى الثلاثينات من أعمارهم.
وعلى الرغم من أن الدراسة لم تُصمم لإثبات علاقة سبب ونتيجة، إلا أن نتائجها خلُصت إلى أن الأطفال المولودين لأمهات قمن بتدخين علبة سجائر (20 سيجارة) يومياً في أثناء الحمل يزداد لديهم خطر ثلاثة أو أكثر من أعراض الاضطرابات السلوكية في عمر المراهقة، ويزداد لديهم خطر تطور شخصية مضادة للمجتمع بمعدل ثلاثة أضعاف في بدايات مرحلة الشباب، كما تضاعف لدى هؤلاء الأطفال خطر تسجيل حوادث اعتداء في بدايات مرحلة الشباب.
وبحسب الباحثين، فإن الارتباط بين خطر التدخين في أثناء الحمل وخطر السلوكيات العدوانية أو المضادة للمجتمع عند الأطفال في مرحلة المراهقة كان مستقلاً عن العوامل الأخرى التي يُمكن مشاهدتها عند الأمهات، مثل الإصابة بالأمراض النفسية أو مستوى التعليم أو الدخل.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة أنجيلا بارادايس، الأستاذة بقسم وبائيات الصحة بكلية الصحة العامة بجامعة براون الأميركية: “إن التدخين في أثناء الحمل هو سلوك غير صحي ويمكن تجنبه، فهو بالتالي ليس قدراً محتوماً، ويمكن تجنب عواقبه السلبية الكثيرة.”
جرى نشر نتائج الدراسة في العاشر من شهر يوليو الحالي في مجلة وبائيات الصحة وصحة المجتمع.