توصلت دراسة حديثة إلى أن عمر الرجل يؤثر في مدى نجاح عملية التخصيب الصناعي ضمن الأنابيب IVF.
فقد وجد الباحثون أنه كلما كان عمر الزوج أكبر، كلما انخفض احتمال نجاح ولادة طفل حي باستخدام هذه التقنية.
قام الباحثون بتفحص بيانات حوالي 19 ألف حالة تخصيب صناعي أجراها أكثر من 7700 زوج وزوجة في ولاية ماساتشوستس الأميركية. جرى تقسيم النساء في 4 مجموعات: النساء اللواتي هنّ دون 30 سنة، والنساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 30-35 سنة، والنساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 35-40 سنة، والنساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ 40-42 سنة.
وكما توقع الباحثون، فإن معدلات نجاح عملية التخصيب الصناعي وولادة طفل حي كانت الأقل بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 40 إلى 42 سنة. وفي هذه المجموعة لم يكن لعمر الزوج أثر يُذكر في معدل نجاح عملية التخصيب الصناعي، إلا أن عمر الزوج كان له تأثير واضح في معدل نجاح عملية التخصيب الصناعي عند النساء اللواتي تقل أعمارهنّ عن 40 سنة.
فعلى سبيل المثال، بلغت معدلات نجاح التخصيب الصناعي عند الأزواج الذين تقل أعمار النساء فيهم عن 30 سنة وتتراوح أعمار الرجال فيهم بين 40-42 سنة حوالي 46 في المائة. أما معدل نجاح التخصيب الصناعي عند الأزواج الذين تقل أعمار النساء فيهم عن 30 سنة وتتراوح أعمار الرجال فيهم بين 30-35 حوالي 73 في المائة.
كما وجد الباحثون بأن معدلات نجاح التخصيب الصناعي عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 35-40 سنة يزداد كلما كان الزوج شاباً أكثر.
تقول المُعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة لورا دودج، الأستاذة بكلية الطب بجامعة هارفارد: “لقد وجدت دراستنا تأثيراً مستقلاً لعمر الزوج على نجاح عملية التخصيب الصناعي.”
إلا أن الدكتورة دودج تؤكد بالمقابل أن الدراسة لم تُثبت علاقة سبب ونتيجة بين عمر الزوج ونجاح عملية التخصيب الصناعي، وإنما هو مجرد ارتباط يحتاج تفسيره إلى إجراء المزيد من الدراسات.
وكمحاولة لتفسير هذا الارتباط، اقترحت دودج بأن الضرر الذي يلحق بالنطاف مع التقدم في السن قد يؤثر في نجاح التخصيب، أو زرع البويضة الملقحة في الأنبوب، أو تطور الجنين. ولكن طالما أن السبب الحقيقي لا يزال مجهولاً، فمن الصعب حالياً إسداء نصيحة للأزواج لزيادة فرصة نجاح التخصيب الصناعي ماعدا الالتزام بنمط حياة صحي قبل إجراء المحاولة.
جرى عرض نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية للإنجاب البشري وعلم الجنين المنعقد في العاصمة السويسرية جنيف، ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والمؤتمرات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.