توصلت دراسة حديثة إلى أن التلوث الهوائي قد يزيد من خطر الإجهاض في المراحل الباكرة من الحمل. وبحسب الباحثين، فإن التعرض المزمن للهواء الملوث يبدو أنه يزيد من خطر الإجهاض بنسبة تزيد عن 10 في المائة.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة باولين ميندولا، الباحثة بالمعهد الأمريكي الوطني لصحة الطفل والتطور البشري: “لقد وجدنا بأن كُلاً من جزيئات الأوزون وجزيئات التلوث الهوائي ترتبط بزيادة خطر الإجهاض.”
قامت ميندولا وفريق بحثها بمراجعة بيانات دراسة طويلة الأمد كان قد أجراها المعهد الأمريكي الوطني للصحة، واشتملت على 501 حالة زواج في الفترة بين عامي 2005 و2009.
أشارت بيانات الدراسة إلى حدوث 98 حالة إجهاض مبكر (في غضون الأسابيع الثمانية عشرة الأولى) من أصل 343 حالة حمل.
قام الباحثون أيضاً بتقدير مستويات تعرض الأزواج للتلوث الهوائي بناءً على مناطقهم السكنية، ومن ثم تحروا العلاقة بين تلك المستويات وحدوث حالات الإجهاض.
أشارت نتائج الدراسة إلى أن التعرض لجزيئات الأوزون يزيد من خطر الإجهاض بنسبة 12 في المائة، وأن التعرض لجزيئات التلوث الهوائي يزيد من خطر الإجهاض بنسبة 13 في المائة. وقد بقيت معدلات الزيادة تلك قائمة حتى بعد أن أخذ الباحثون العوامل الصحية الأخرى بعين الاعتبار، مثل العمر والعرق والعوامل الاقتصادية الثقافية والخصوبة وتناول الكافيين والفيتامينات المتعددة.
وقد قدر الباحثون عدد حالات الحمل التي كان من المحتمل إنقاذها أو تجنب إجهاضها فيما لو تم القضاء على التلوث الهوائي بتسع حالات من أصل 98 حالة.
من الجدير ذكره بأن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين التعرض للتلوث الهوائي وحدوث الإجهاض المبكر عند الحوامل، وإنما هو مجرد ارتباط يحتاج تفسيره إلى إجراء المزيد من الدراسات.
ولكن في الوقت ذاته، أشار الباحثون إلى أن تلك العلاقة قد تكون ناجمة عن زيادة مستويات الالتهاب والشدة التأكسدية oxidative stress الناجمة عن التلوث الهوائي، والتي قد تؤثر في الحمل بعدة طرق ممكنة، فقد تؤثر في تطور الجنين، أو انغراس البويضة في الرحم، أو في تطور المشيمة، وقد تؤذي الجنين بشكل مباشر وتسبب إجهاضه.
ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول الموضوع وتحري الطرق البيولوجية التي يمكن للتلوث أن يؤثر بها في الحمل.
جرى نشر نتائج الدراسة في السادس عشر من شهر نوفمبر الحالي في مجلة الخصوبة والعُقم Fertility and Sterility.