مقالات

ندريت إريسانال – ما بين أكْ سراي والكرملين تموضع جديد !

 يجب علينا أن نرى وبشكل واضح العلاقة بين دور الكبير الذي قام به رئيس الأركان العامة “هولوسي آكار ” الذي يعد من كبار الجنرالات في حلف الشمال الأطلسي في تصحيح العلاقات مع روسيا وبين المعاملة التي تمت معاملته بها في محاولة الانقلاب في 15 تموز.

البارحة وفي الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء مع مجموعة من أعضاء البرلمان استخدم إفادة ذات معنى كبير حين قال “الآن يوجد أبواب أكبر تم فتحها أمام تركيا وسوف يقوم رئيسنا بعقد محادثات ذات نطاق واسع في روسيا ” ويجب علينا إضافة جملته هذه إلى مساحة التغطية الاستراتيجية .

وقد تمت متابعة قمة سان بطرسبورغ من قبل كل العواصم الغربية بدقة وتمت الموافقة بين أنقرة وموسكو على أن تبقى العلاقات الاقتصادية على نطاق واسع و الاستثمار في مجال الطاقة وحتى مجال السياحة ، وعلى رغم من أهمية كل هذه المجالات ولكن المسألة الأساسية هي أن “العلاقات الاستراتيجية ” بين البلدين الى مدى ممكن أن تصل.

أولاً ، قد عُقد اجتماع خاص من أجل القضية السورية كما ورد على لسان الرئيس وقال ” أن المشاركة به كانت على مستوى ضيق جداً ” مما أثار الاهتمام حول ما طرح به”.

وكانت الدولتين في الفترة التي سبقت حادثة إسقاط الطائرة هي أكثر الفترات التي كان الاتفاق قريب بينهما من أجل سوريا ، ومن المعروف كيف تم إيقاف الاتفاق بينهما بعد حادثة إسقاط الطائرة والآن تتم محاولة إحيائها من جديد ومن الضروري معرفة أن خطة الولايات المتحدة لإيجاد حل في سوريا غير مناسبة لتركيا لأنها ستقوم بتغيير التوازن الإقليمي في المنطقة.

ثانياً ، من الممكن أن تقدم روسيا لتركيا منظوراً جديد في المنطقة الأوروبية الأسيوية وطبعاً أوكرانيا وإقليم القرم ضمن هذه المنطقة ، وقد صرح رئيس كازاخستان “نورسلطان نازاربايوي” في تاريخ 5 أغسطس عند زيارته لأنقرة ” نحن ندعم تركيا والرئيس لأردوغان في منظمة شنغهاي للتعاون ” ومن المتوقع الآن إعادة العلاقات مع دولة أوزباكستان .

ثالثاً ، التقارب العسكري 

وبسبب قطع العلاقات بين الدول الأوروبية وروسيا من بعد الأزمة الأوكرانية صار الطرفين لا يعلمون بعضهم عند استخدام الممرات والطرق الجوية العسكرية مما أدى إلى وجود تماسات خطيرة من الممكن أن تكون سبباً لحرب كبيرة وكانت إسرائيل الدولة الوحيدة فقط التي يتم إعلامها عند استخدام الممرات الجوية من كلا الطرفين فكلنا نذكر حين ضربت الطائرات الإسرائيلية دمشق في 5 أغسطس ، واستخدام طائرات بدون طيار روسية للمجال الجوي الإسرائيلي في 8 أغسطس .

والآن وبعد هذا الاتفاق الروسي التركي من الممكن الاستفادة منه في البحر الأسود ومن ثم في سوريا فقد نشرت الوكالة الروسية سبوتنيك عن صحيفة “ازويستيا” الروسية مقالاً نشر في 8 أغسطس عنوانه “أن روسيا تقترح اتفاقية عسكرية مع تركيا ” وكانت يحوي على جملة ملفتة للانتباه “سيتم تعليم الطيارين الاتراك كيفية العمل مع الروس “.

فبقدر ما يعتبر البحر الأسود منطقة حيوية لدول الناتو هو كذلك أيضاً للروس و قد ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية في 7 أغسطس ” سوف تحول هذه السفينة الحربية الصغيرة البحر الأسود الى قلعة ” وقد تم النظر في هذا الموضوع في لقاء القمة بين الرئيسين لكن لم يتم ذكره في الصحافة لأنه سيكون من غير المريح إظهار القضية بشكل علني أمام عيون الغرب .

والموقف التركي حيال هذا الموضوع هو نفس الموقف الروسي.

خلق التوازن بين الكرملين والقصر التركي هي مسألة وقت فالبارحة قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بعرض الاتفاق الذي وقع مع الحكومة السورية واتفاقية نشر جمعية الفضاء الروسية مجموعاتها على الأراضي السورية على مجلس الدوما وبطبيعة الحال لا يعتقد أن واشنطن لم تلاحظ هذا أيضاً .

وفي النهاية فقد رسم الجدول الزمني لتقريب العلاقة مع روسيا وعلينا إضافة الاجتماع الذي قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مع الرئيس الأذربيجاني الهام علوي والرئيس الإيراني حسن روحاني قبل يومين في مدينة باكو.

وقد وجد في جدول أعمال الاجتماع في سان بطرسبورغ النزاع بين أذربيجان وأرمينيا ومشكلة قره باغ الجبلية وفي نفس الوقت أيضا مسألة آسيا الوسطى وسوريا وحتى طريق الحرير أيضاً وحتى مشكلة النقل بين الشمال والجنوب وإيجاد بديل لقناة السويس . ويجب قراءة اجتماع باكو أنه هناك أربع دول شاركت فيه وليس ثلاثة .

انفصال تركيا عن العالم الغربي وتغيير محورها وخروجها من حلف الشمال الأطلسي وكل هذه الادعاءات هي محض تكهنات ليس لها علاقة بالواقع .

ولكن هناك سؤال يخطر على البال ، هل الدول الغربية تريد تركيا ؟ هل لديهم طلب أو خطط لطلب ذلك ؟ ولنسأل بشكل صريح أكثر هل الولايات المتحدة والدول الأوروبية سيتقبلون تركيا كما هي على حالها الآن تركيا الحاضر ؟

وبينما كان الاجتماع لم يزل معقوداً في روسيا سمعت أصوات من الدنمارك تقول “أن تركيا قد اجتازت الخطوط الحمر ويجب إيقاف المفاوضات من أجل عضويتها في الاتحاد الأوروبي “.

فقد حاولوا إثارة الرأي العام التركي من خلال هكذا تصريحات ، أن الدنمارك ليست ذات أهمية ولكنها تثير الاشمئزاز مثل الذبابة.

ومن الأكيد أنه من الممكن أن يكون الروس لديهم أمال ومشاريع لجعل تركيا تنفصل عن الغرب أو عن حلف الشمال الأطلسي بالأخص ولكن في الوقت الحالي وفي المجال العسكري فإن الامتيازات للحلف الشمالي الأطلسي ولكن التنفيذ مع الروس هو احتمال كبير وباب جديد لنا ، وفي الأساس أن الموقف الأميركي والأوروبي يفهم على هذا الشكل .

المصدر : صحيفة يني شفق التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى