مقالات

رندة حيدر – تضارب في المصالح الروسية – الإسرائيلية

يجمع عدد من المراقبين الإسرائيليين على أن التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية أدى الى تعزيز خصوم إسرائيل من خلال تعاظم قوة المحور الشيعي الذي تتزعمه إيران، وتعزيز قوة “حزب الله” في سوريا، أو عبر تراجع محور الدول السنية المعتدلة الذي يعمل على كبح زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة. وكل ذلك في رأيهم لا يصب في مصلحة إسرائيل ويتعارض مع مصالحها الأمنية في المنطقة.

لا يهم إسرائيل فعلاً نجاح روسيا في تعزيز صمود نظام بشار الأسد، ولا يقلقها تغير الموقفين الأميركي والتركي من بقاء الأسد في منصبه، لكن ما يثير خوفها هو التقارب الروسي- الإيراني غير المسبوق الذي بدأ يتجلى عبر خطوات روسية ملموسة مثل تزويد إيران صواريخ روسية متطورة، والتعاون العسكري والاستخباري الوثيق بين الروس والإيرانيين في سوريا والمنطقة.

يجري هذا كله وقت لا تزال إسرائيل لا تصدق أن إيران بعد الاتفاق الدولي معها تخلت تماماً عن تطلعاتها النووية، وهي تعتبر الترسانة الصاروخية لـ “حزب الله” في رأس التهديدات الأمنية التي تواجهها، والتي لمواجهتها، وضع الجيش الإسرائيلي استراتيجيته العسكرية الجديدة القائمة على سبل خوض الحرب المقبلة ضد “حزب الله” التي لا بد أنها آتية عاجلاً أم آجلاً.

وفي الواقع أن تعاظم القوة العسكرية لكل من إيران و”حزب الله” في ظل التعاون مع روسيا في سوريا تحوّل إلى سبب لقلق حقيقي للإسرائيليين، وبدأوا يدرسون انعكاسات تعزيز قوة خصومهم في المنطقة على احتمالات المواجهة العسكرية المقبلة مع “حزب الله”. ويبدو حالياً أن تطور التدخل الروسي في سوريا وتعمق التحالف مع إيران و”حزب الله” تخطيا في نظر إسرائيل الاحجام المقبولة وباتا يهددان التفاهم الإسرائيلي – الروسي الذي أمكن التوصل اليه العام الماضي، وأخذ يعكس أكثر فأكثر تزايد التعارض بين المصالح الروسية في المنطقة والمصالح الإسرائيلية.

كيف ستواجه إسرائيل هذا التعارض في المصالح؟ ثمة من يقترح مواجهة التقارب الروسي – الإيراني بمحاولة التقرب من محور الدول السنية المعتدلة، في حين يشدد آخرون على ضرورة وأهمية استمرار الحوار مع الروس وتطويره. لكن ثمة اقتناعاً لدى عدد كبير من المراقبين الإسرائيليين أن لا فائدة عملية ترتجى من التقرب من المحور السنّي ولا سيما في ضوء تراجع نفوذه حالياً، كما يجب عدم الاعتماد حصراً على التفاهم مع الروس. لذا ففي رأي غالبية المراقبين يبقى السبيل الانجع لمواجهة التطورات هو توثيق التفاهم مع الإدارة الأميركية المقبلة والاتفاق معها على سبل حماية مصالح إسرائيل في هذه المرحلة المضطربة.

المصدر : النهار 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى