بسبب ما عانته تركيا من السياسة الأميركية في زمن رئاسة أوباما استقبلت خبر انتصار ترامب وهزيمة كلينتون في الانتخابات بكل سرور.
ومن الأمور التي من الممكن أن تكون مفيدة في سياسة ترامب هي علاقة الولايات المتحدة مع روسيا فمن الممكن أن تكون العلاقة مدمجة وشاملة.
وكانت الدولة الثانية التي تتابع نتائج الانتخابات الأميركية من دون أن يرف لها جفن هي إيران لأن الميراث الذي تركته إدارة أوباما ليدل عليها من بعدها والتي حاز رئيسها على جائزة نوبل للسلام هو تحويل الشرق الأوسط إلى لعبة بيد إيران من الممكن أن يفشل في زمن ترامب.
إذا كانت أميركا في اللعبة فلن يكون هنالك رابح
من وجهة نظر تركيا أن الوضع الراهن ومن بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض ستكون علاقاتنا في بعض المواضيع جيدة وفي بعض المواضيع غير سارة.
ونفس الأمر بالنسبة لإيران حيث كان أول تصريح للزعيم الروحي في إيران علي خامنئي فيما يخص الانتخابات الأميركية في 8 من نوفمبر حسب ما نشرته صحيفة طهران تايمز
“نحن على خلاف كل الناس فيما يخص نتائج الانتخابات الأميركية فمنهم من يحتفل ومنهم الغير مسرور فنحن لسنا نحتفل ولا نتذمر منها فنتيجة الانتخابات لن تغير شيء بالنسبة لنا وليس لدينا قلق من شيء فنحن جاهزون لكل ما يمكن أن يحدث فأميركا هي نفسها أميركا بالنسبة لنا وكلا الحزبين لم يقوموا بأي عمل جيد منذ 39 سنة وكانوا دائماً يواجهون الشعب الإيراني بالشر” ، وهذه هي اللهجة الرسمية الدائمة في إيران.
إسرائيل – إلغاء اتفاقية النووي الإيراني ومن بعدها ستأتي الحرب
حاول فريق حملة ترامب الانتخابية البقاء بعيداً عن مشاركته لمن لديهم ارتباطات مع اللوبي اليهودي في أميركا ولكن لا يمكن إنكار خلق رابط مودة بينهم وبين تل أبيب.
واعتقادي حول هذه الملاحظة أن تصريح خامنئي أتى مباشرة بعد أن انتشر خبر في الصحافة الأميركية عن إلغاء الاتفاق النووي الإيراني مع بدء السنة الجديدة.
وفي نفس الوقت نشر على الموقع الإسرائيلي المشهور “ديبكافايل” إذا كسب ترامب الانتخابات أم لم يكسبها فقد خطط لشن ضربة عسكرية على إيران ، وبالطبع كان الخبر يحوي على التضخيم ولكن جزء منه كان عقلاني وقد كانت هناك أحداث قد أصبحت حقيقة أيضاً.
“بعد أشهر من الاتفاق الحاصل بين شركة الطائرات الأميركية العملاقة بين بوينغ وإيران، وافق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون حظر بيع الطائرات لإيران والتطورات التي حدثت في اليوم السابق كانت تمديد العقوبات ضد إيران في مجال الطاقة وقد فسر ذلك على أنه الضربة الثانية لطهران من الولايات المتحدة”.
وبالنسبة لإيران فإن هذه التطورات شكلت قلقاً لها من تناميها وقد شكل خطاب خامنئي انطباعاً أن إيران لم تهتم كثيراً بالموضوع ومع ذلك فإن التصرف بعدم المبالة وعدم قراءة الواقع لا يخفي ارتباك إيران.
“لن نذكر اسم ترامب على لساننا”
ومن أكثر الأمور الملفتة للنظر أن كل التصريحات التي توجهها إيران للولايات المتحدة لم تذكر بها اسم ترامب والمعنى من ذلك أن القادة في إيران لم يؤمنوا أن الرئيس الجديد سيغير من سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران.
ودعونا نفكر قليلاً ألم نكن نواجه وضعاً خاصاً في هذه الانتخابات الأميركية؟ والعديد من الدول لا تبدأ بالتواصل مع الرئيسي الأميركي إلى أن يكسب الانتخابات كي لا تضع نفسها في موقف حرج بعدها والذي لوحظ أنه فقط كانت روسيا وبريطانيا ومن الممكن تركيا أيضاً هم من أجروا تواصلاً مع فريق حملة ترامب
ومن الممكن أن تكون إيران قد اتبعت هذا النهج فقد أبدى كل من وزير الخارجية الإيراني “جواد ظريف” ورئيس البرلمان “علي لاريجاني” رأي طهران الحقيقي تجاه ترامب.
حيث قال جواد ظريف بعد ظهور نتائج الانتخابات الاميركية أنه عند وضع الحجر في مكانه وإعطاء هذا الحجر معلومات حول الاحداث في المنطقة والعالم ستقبل إدارة ترامب باستمرارية الاتفاق النووي الإيراني.
“بقاء هذه الاتفاقية من مصلحة الجميع وإذا كان هناك شكوك لدى أحدٍ حول تطبيقها فلدى إيران خيارتها الخاصة”.
إذاً ما هي التصريحات التي صرحها ترامب تجاه إيران في فترة الانتخابات والتي سيتغلب عليها ولن تطبق؟
ويمكننا ترجمة نهج إيران على الشكل التالي ” نحن نفهم متطلبات السياسة، ونحن نرى ما الذي يتناسب مع واقع الحياة”.
“لينتبه الجميع إلى ما يخرج من فمه كي لا تسمعه أذنه”
في خطاب لرئيس البرلمان علي لاريجاني أمام العشرات من أعضاء البرلمان الإيراني استخدم جملاً تأتي في هذا المعنى حيث حذر لاريجاني الشخصيات الدينية و النخبة السياسية الإيرانية من الانخراط في تصريحات غير متزنة عن الرئيس الأمريكي الجديد.
وحسب ما نشرته صحيفة طهران تايمز” في إشارة إلى تحديد موقف سياسي واضح من وزارة الخارجية، يجب أن تكون التصريحات والبيانات حول الرئيس الأميركي الجديد ناضجة وينبغي تجنب الأحكام المبكرة”.
وهذه التصريحات القوية من المؤكد أنها تستهدف التوازن الداخلي في البلد وأن لاريجاني يعد شخصية قريبة من قيادات الجيش ومن القيادات الدينية.
المصدر : يني شفق التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام