مرة جديدة يعود وليد فارس الذي أُعلن خلال الحملة الانتخابية، أنه مستشار دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط والارهاب، الى الحديث عن ان الحكومة الأميركية الجديدة ستؤسّس ائتلافاً مع دول الخليج ومصر والأردن ضد الارهاب، وهو ما أصر باراك اوباما دائماً على معارضته لئلا يعرقل العمل في حينه لانجاح الاتفاق النووي مع ايران.
في المرة الأولى أدلى بما يعاكس كل ما كان مطروحاً عن نية ترامب ترحيل العرب المسلمين، قائلاً في حديث الى “ايلاف”، ان الكلام الذي يصدر عن جهات اعلامية في هذا الخصوص يمكن وصفه بالهراء وتقف وراءه جماعة “الأخوان المسلمين” والنظام الايراني، وهو يهدف الى تخويف المسلمين بهدف خلق مشكلة بينهم وبين ترامب، وأعتبر ان الجهات التي تصدر هذه الأكاذيب هي نفسها التي ترحّل الناس من حلب والموصل.
لم يبنِ فارس كلامه هذا على اجتهاد شخصي، ربما لأن ترامب وعلى عكس الصورة البشعة التي تغلب على مواقفه، كان قد ألقى خطاباً في آب الماضي خلال حملته الانتخابية، قال فيه انه سيمدّ يده الى عمق العالم العربي للعمل مع دول الخليج ومصر والأردن ودول أخرى لتشكيل تحالف شبيه بـ”الناتو” يكون متعاوناً مع أميركا في محاربة الارهاب.
عملياً ليس خافياً ان ترامب سيكتشف مع دخوله البيت الأبيض انه يرث حالاً مأسوية في الشرق الأوسط، ولأنه سبق له ان أعلن في خطابه قبل تسعة أشهر أنه يرفض ان يكون هناك تدخل عسكري واستخباري ايراني في العراق وسوريا ولبنان، وأنه لن يقبل باستمرار المعادلة القائمة المتمثلة بوجود الباسدران في طول المنطقة وعرضها، فمن الضروري مراقبة الطريقة التي يمكن ان يترجم بها مثل هذه المواقف بعد أن يتولى السلطة في البيت الأبيض.
قبل يومين قال فارس لشبكة “BBCnews” ان من أولويات ترامب العمل على تأسيس ائتلاف مع دول الخليج ومصر والأردن، وعندما قال له المذيع ان هذا التحالف موجود، رد بالقول ان الديبلوماسيين العرب أبلغوا واشنطن دائماً رغبة دولهم في المشاركة ولو جواً في محاربة “داعش”، لكن ادارة أوباما أفهمتهم انها لا تريدهم في العراق وسوريا من أجل انجاح الاتفاق النووي مع طهران، لذلك فان الجزء الأكبر من المعارك في العراق تديرها الميليشيات الموالية لطهران!
يأتي كل هذا في وقت تزداد مخاوف طهران من ان يعيد ترامب النظر في الاتفاق النووي الذي كان قد هدد بتمزيقه، وهو يوحي الآن بأنه سيعمل على تعديله، هذا في حين تتحدث “الواشنطن بوست” عن ان ترامب يتمسك بموقفه المعلن في ولاية ألاباما عن حرصه على “أفضل العلاقات مع السعودية والسعوديين الذين أحبهم كثيراً”، لكن كل هذا ينتظر مباشرته ممارسة سلطاته في البيت الأبيض.
المصدر : النهار